نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 269
قوة الكثير فلا يقاومه الكثير وفيه علم تأثير الكون في الكون هل يفتقر إلى أمر إلهي أو إلى العلم أو منه ما يكون عن علم ومنه ما يكون عن أمر إلهي ومراتب الخلق في ذلك وفيه علم سرد الأخبار وما فائدتها الزائدة على تأنيس النفوس بها فإن النفوس تستحلي الأحاديث بطبعها وفيه علم تفاضل العالم في العلم وفيه علم ما ينبغي أن يضاف إلى الحق من الأمور وما لا ينبغي وإن كان له وفيه علم عزة النفس أن يلحق بها المذام مع كونها متصفة بها فما الذي يحجبها حتى تتصف بالمذام ولا تحب أن توصف بها وفيه علم مفاضلة النفوس بعضها بعضا على الإطلاق وفيه علم سبب دوام النعم وعدم دوام نقيضه بها وفيه علم المدد ولما ذا يرجع انتهاؤها فيما يوصف منها بالانتهاء هل هو للفعل الموجود فيها أو هل هو لأمر آخر وفيه علم تقاسيم الزمان إلى أزمنة وهو عين واحدة وفيه علم طلب الأعمال الجزاء وإن تنزه العاملون عنها وفيه علم من أعلى منزلة هل المتنزه عن طلب الأعواض أو طالب الأعواض وفيه علم بدء الرسالة في العالم ما سببه وهل في العالم من خرج عن التكليف أم لا وفيه علم ما يتميز به العالي من الأسفل هل بنفسه أو بأمر نسبي والأشرف منهما وفيه علم اختلاف الآيات لاختلاف الأعصار والأحوال وأين ذلك من العلم الإلهي وفيه علم دخول الواسع في الضيق من غير إن يتسع الضيق أو يضيق الواسع وفيه علم الفرق بين الإناث والذكور في كل صنف صنف وفيه علم من يصح عليه اسم الأخوة ممن لا يصح ومراتب الأخوة وفيه علم الموازنات الإلهية والموضوعة وفيه علم السبب الذي يقوم بالإنسان حتى يعمى قلبه عن طريق الحق مع علمه بالإمكان وهو من أعجب الأشياء مثل قول من قال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء مع علمهم بأن ذلك ممكن ولم يوفقهم الله أن يقولوا تب علينا أو أسعدنا وفيه علم مراتب الوحي الإلهي في الإنسان وفيه علم الدلالة التي لا يمكن ردها وفيه علم الفرقان بين النظم والمنظوم والنثر والمنثور وهو علم المقيد والمطلق وفيه علم التقلب من حال إلى حال ومن منزل إلى منزل وفيه علم تنزل الأرواح النارية من أين تنزل وعلى من تنزل وأين محلها وما ينبغي أن ينسب إليها والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب التاسع والخمسون وثلاثمائة في معرفة منزل إياك أعني فاسمعي يا جارة وهو منزل تفريق الأمر وصورة الكتم في الكشف من الحضرة المحمدية ) انظر إلى نقص ظل الشخص فيه إذا * ما الشمس تعلو فتفني ظله فيه ذاك الدليل على تحريكه أبدا * بدأ وفيئا وهذا القدر يكفيه لو كان يسكن وقتا ما بدا أثر * في الكون من كن وذاك الحكم من فيه فالكون من نفس الرحمن ليس له * أصل سواه فحكم القول يبديه خلاف ما يقتضيه العقل فارم به * فإن حكمة شرع الله تقضيه ما إن رأيت له عينا ولا أثرا * ولو يكون لكان العقل يخفيه اعلم أيدك الله بروح منه أن الأشياء لما خلقها الله على حكم ما اقتضاه الوجود الأصل الذي هو عليه وله وجد كل ما سوى الله تعالى فما خلق شيئا إلا وخلق له ضدا ومثلا وخلافا فجعل الموافقة في الخلاف والمنافرة في الضد والمناسبة في المثل فأشد الأشياء مواصلة ومحبة واتحادا الخلاف مع مخالفه ولهذا يكون الخلاف بحسب من يخالفه ولا يتميز عن صاحبه إلا بحكمه فيتحد الخلافان بالمحل ويتميزان بالحكم فيه وأما المثل مع مثله فإن المناسبة تجمع بينهما في المودة فيحب كل مثل مثله بما فيه من مناسبة المثلية وإن لم يجتمعا فيشبه المثل الخلاف في المحبة وإن كان بينهما فرقان بالحقائق فيهما ويشبه الضد في أنهما لا يجتمعان أبدا فهما كغائب أحب غائبا وهام فيه عشقا وحكمت الموانع بأن لا يجتمعا وأما الضد مع ضده فالنافرة بينهما ذاتية وليس بينهما المودة التي بين الخلافين فكل واحد من الضدين يريد ذهاب عين ضده من الوجود بخلاف الخلافين فالمودة التي بينهما تمنع كل واحد منهما أن يريد ذهاب عين خلافه من الوجود لكن يريد ويشتهي أن لو يمكن الاتحاد به حتى لا تقع المشاهدة إلا على واحد بعينه ويغيب فيه الآخر إيثارا من كل خلاف على نفسه لخلافه لكنهما لا يجتمعان أبدا لذاتهما مثال المثلين بياضان ومثال الضدين بياض وسواد ومثال الخلافين لون ورائحة أو طعم
269
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 269