نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 107
المركبات وفيه علم ما يبدو للمكاشف إذا شاهد الهباء الذي تسميه الحكماء الهيولى من صور العالم قبل ظهور أعيانها في الجسم الكل وفيه علم الفردية الأولى التي وقع فيها الانتاج والتناسل الإلهي والروحاني والطبيعي والعنصري وهو علم عزيز وفيه علم الاقتدار الإلهي وفيمن ينفذ وفيمن لا ينفذ ولما ذا لا ينفذ في بعض الممكنات وما المانع لذلك هل أحاله الجمع بين الضدين والأصل جامع بين الضدين بل هو عين الضدين وفيه علم التحسين والتقبيح وفيه علم النشأتين وفيه علم الحياة السارية في جميع الموجودات حتى نطقت مسبحة لله بحمده وفيه علم المواد الطبيعية والمواد العنصرية وفيه علم المبدأ والمعاد وفيه علم الأصل الذي ترجع إليه هذه المواد وفيه علم الاسطقسات وفيه علم مراتب العلوم وفيه علم الكلمات الإلهية من حيث ما هي مؤلفة وفيه علم الكتاب المسطور في الرق المنشور وفيه علم تنزيه الصحف ومنزلتها من الكتب وما السفرة التي تحمله وفيه علم الفروق بالحدود في أي الأعيان يظهر وما في الوجود إلا واحد فبما ذا يتميز وعن أي شئ يتميز وما هو ثم وفيه علم التغذي بالعدم وفيه علم الفرق بين نسبة الحق في القرب في الأحياء وبين نسبة قربه في الأموات وفيه علم الرجعة وفيه علم الثواب في كل صنف صنف أعني في تعيين ثوابهم والفرق بين أصحاب النور وأصحاب الأجور وكيف يكون العبد أجيرا لمن هو عبد له من غير أن يكون مكاتبا ولا مدبرا وفيه علم تنزيه العظمة الإلهية أن تقوم بالأكوان وفيه علم السبب الذي لو علمه من علمه لم يمت ما دام ذلك العلم مشهودا له فهذه أمهات العلوم التي يحوي عليها هذا المنزل وفيها تفاصيل لا تتناهى والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب التاسع والعشرون وثلاثمائة في معرفة منزل علم الآلاء والفراع إلى البلاء وهو من الحضرة المحمدية ) إن العوالم بالرحمن أوجدها * رب العباد وللرحمن قد وجدت وبالذي قلته الآيات قد نطقت * في محكم الذكر والإرسال قد شهدت لولا التألم لم ينكره من أحد * ولا ورب العلا نعماه ما جحدت قال النبي ص إن الله خلق آدم على صورته والعالم مخلوق بالإنسان على صورته فلو فقد منه الإنسان ما كان العالم على الصورة ولو فقد العالم وبقي الإنسان كان على الصورة وقال تعالى كل نفس ذائقة الموت وهو عزلها عن تدبير هذا الهيكل الطبيعي الذي كانت تدبره في الدنيا في حال إقامتها فيها وأما قوله تعالى كل من عليها فإن ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فلم يقل كل من فيها فإن لأنه إذا كان فيها انحفظ بها وإذا كان عليها تجرد عنها فهذا يدلك على إن التجلي الإلهي يعم جميع من عليها لأن الفناء لا يكون إلا عن تجل إلهي في غير صورة كونية لأن التجلي في صور المثل إذا عرف أنه عين الصورة اتصف المتجلي له بالخشوع لا بالفناء سئل رسول الله ص عن الكسوف فقال ص ما تجلى الله لشئ إلا خشع له فلهذا قلنا بالخشوع لا بالفناء للمناسبة التي بين الحس والخيال ولهذا يسمى الخيال بالحس المشترك وإذا لم يعرف لم يورث خشوعا يعرف به أنه هو ولكن لا بد أن يورث خشوعا في المتجلي له ولكن لا يعرف المتجلي له أنه هو ولا سيما أهل الأفكار وهذا من علم الظهور والخفاء فظهر بلا شك أنه هو وخفي بالتقييد في ظهوره فلم يعلم أنه هو فإذا كان العارف الكامل المعرفة بالله في هذا النوع الإنساني يعلم أن عين الحق هو المنعوت بالوجود وأن أحكام أعيان العالم هي الظاهرة في هذا العين أو هو الظاهر بها عرف ما رأى فإن اقتضى الموطن الإقرار أقر به عند ما يدعي أنه هو وإن اقتضى الموطن الإنكار سكت العارف فلم ينطق بإنكار ولا إقرار لعلمه بما أراده الحق في ذلك الموطن ولما كان التجلي الإلهي يغني من هو على الصورة عرفنا إن العين لا تذهب بل هو تجريد وخلع لا عزل عن تدبير ملك إلا إذا كان الضمير في عليها يعود على الأرض فهو عزل عن تدبير إلهيا كل التي جعل الله إليها تدبيرها وهذا الظهور والخفاء للاسم الرب لا لغيره وإليه يرجع حكمه وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام فيظهر في هذا الحكم أعني الظهور والخفاء في موطنين ليتخذه صاحب الملك وكيلا فيما هو له مالك فيكون له التصريف فيه والعبد مستريح في جميع أحواله من يقظة ونوم والقسم الآخر من هذا الحكم أن يكون له في أربعة مواطن في طول العالم وعرضه لوجود الإنعام عليه كما قال وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فله هذان الحكمان
107
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 107