responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 541

إسم الكتاب : الفتوحات المكية ( عدد الصفحات : 763)


ما ذكر أن الله قد هداهم به قال لو شئتم أن تقولوا لقلتم وجدناك طريدا فأويناك وضعيفا فنصرناك الحديث فذكر ما كان منهم في حقه وكان الله قادرا على نصره من غير سبب ولكن فعل ما تقتضيه الحكمة لما جبل عليه من خلقه الله على صورته فقال لرسوله صلى الله عليه وسلم وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم فهذا فخر ويد ومنة يتعرض فيها علة ومرض لكن عصم الله نبيه من ذلك فجعل سبحانه في مقابلة هذه العلة دواء كما هي أيضا دواء لما هو لها دواء فقال تعالى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه فإن افتخرنا بالصلاة عليه على طريق المنة وجدناه قد صلى علينا حين أمر بذلك وإن تصور في الجواز العقلي أن يمتن بصلاته علينا منعته من ذلك صلاتنا عليه أن يذكر هذا مع كونه السيد الأعظم ولكن لم يترك له سبحانه المنة على خلقه ليكون هو سبحانه المنعم الممتن على عباده بجميع ما هم فيه وما يكون منهم في حق الله من الوفاء بعهوده فاجعل بالك لما نبهتك عليه فإنه من أسرار المعرفة بالله وبمراتب ما سوى الله إن كنت فطنا ( وصل ) اعلم أن الله قد ربط إقامة الصلاة بأزمان وهي الأوقات المفروض فيها إقامة الصلوات المفروضات فقال تعالى فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وربطها بأماكن وهي المساجد قال تعالى في بيوت أذن الله أن ترفع أي أمر الله أن ترفع حتى تتميز البيوت المنسوبة إلى الله من البيوت المنسوبة إلى المخلوقين ويذكر فيها اسمه بالأذان والإقامة والتلاوة والذكر والموعظة يسبح يقول يصلى له فيها أي من أجل أن أمرهم الله بالصلاة فيها بالغدو والآصال رجال ولم يذكر النساء لأن الرجل يتضمن المرأة فإن حواء جزء من آدم فاكتفى بذكر الرجال دون النساء تشريفا للرجال وتنبيها على لحوق النساء بالرجال فسمى النساء هنا رجالا فإن درجة الكمال لم تحجر عليهن بل يكملن كما تكمل الرجال وثبت في الخبر كمال مريم وآسية امرأة فرعون فقال لا تلهيهم تجارة أي لا تشغلهم تجارة ولا بيع فالتجارة أن يبيع ويشتري معا والبيع أن يبيع فقط فمدحهم بالتجارة وهو البيع والشراء في أي شئ كان مما أمر الله بالتجارة فيه قال تعالى هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وقال في البيع إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة وهو الثمن وجعلها الثمن للحديث الوارد في الخصمين من الظالم والمظلوم إذا أصلح الله بين خلقه يوم القيامة فيأمر الله المظلوم أن يرفع رأسه فينظر إلى عليين فيرى ما يبهره حسنه فيقول يا رب لأي نبي هذا لأي شهيد هذا فيقول الله تعالى لمن أعطاني الثمن قال ومن يملك ثم هذا قال أنت بعفوك عن أخيك هذا فيقول يا رب قد عفوت عنه فيقول خذ بيد أخيك فأدخل الجنة ولما أورد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث تلا فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين عباده يوم القيامة فالمؤمن ممدوح في القرآن بالتجارة والبيع فيما ملك بيعه وما صرح الله فيه بأنه يشترى خاصة فإن التجارة معاوضة وقبض ثمن والبيع بيع ما يملكه والشراء شراء ما ليس عندك وما وصف بالشراء في القرآن إلا من أشهدهم الله عن جناية فقال أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة وقال إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا والسبب في أن المؤمن ما وصفه الله بالشراء فإنه خلقه الله وملكه جميع ما خلق الله في أرضه الذي هو مسكنه ومحله فقال خلق لكم ما في الأرض جميعا فجميع ما في الأرض ملكه فما بقي له ما يشتريه وحجر عليه الضلالة وهي صفة عدمية فإنها عين الباطن وهو عدم ولم يأمرنا الله باتباعه فإنه من العدم خرجنا إلى الوجود فلا نطلب ما خرجنا منه هذا تحقيقه لأنه خلقنا لنعبده فإذا اشترينا الضلالة بالهدى فقد اخترنا العدم على الوجود والباطل على الحق الذي خلقنا له فلم يصف المؤمن بالشراء ومما ملكه الله ما هو مباح له وما هو واجب عليه إن لا يخرجه ولا يبيعه وهي الواجبات والفرائض فيبيع صنف المباحات بالواجبات فلهذا شرع له البيع فيما أبيح له بيعه فالمؤمن الكيس الفطن ينظر الوقت الذي يكون فيه بحكم الإباحة يقول ما لي ربح في هذا الملك والدنيا دار تجارة فلنبع هذا المباح بواجب فهو أولى بي ولا نخسر وقتي فيكون في فرجة مع إخوانه فيقول يا رب أحب أن أبيع هذا المباح بواجب فيقول الله له ذلك إليك فيبيع الفرجة بالاعتبار فيما يعطيه ذلك المكان من الحسن والجمال من الدلالة على الله عز وجل فيفكر في حسن خلق الله وكماله وجماله فتكون فرجته أتم وأفرح لقلبه وليس من المباح في شئ فإنه قد باعه بهذا الواجب فاعتبر الحق جانب البيع ولم يعتبر في

541

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 541
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست