responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 28


[1] الجانب التاريخي ليس ثمة شك ، في أن « الفتوحات » من صنع ابن عربي ، وأنه بدأ في تصنيفه بمكة ، عام 599 ه ، وأتم سفره الأول تقريباً في هذه السنة نفسها ، فيما عدا فصلين أضافهما فيما بعد ( 1 ) . ثم تابع الأسفار الباقية . ويظهر أنه اكتملت لديه نسخة أولى من الكتاب ، أخذ يهذبها وينقحها في السنوات الأخيرة من حياته . وهو يصرح في آخر « الفتوحات » « أنه كتب منها نسخة ثانية بخط يده ، وفرغ منها عام 636 » ، قبل موته بعامين . ويضيف : « أن فيها زيادات على النسخة الأولى » التي كتبت عام 629 . ( 2 ) ويشير في خطبة « الفتوحات » إلى أن هذا الكتاب أهداه إلى وليه وصفيه ، الشيخ عبد العزيز أبى محمد بن أبى بكر القرشي ، نزيل تونس ، وأحد أئمة التصوف بالمغرب في عصره ، وممن صاحبوا أبا مدين ( 594 ه ) ، أستاذ بن عربي ، وتأثروا به . وقد شد إليه ابن عربي الرحال غير مرة ، وألف من أجله ، بمكة أيضاً رسالته الشهيرة « روح القدس » سنة 600 ه .
و برغم هذا الإهداء ، نعتقد أن « كتاب الفتوحات » صدىً لعصره ، وثمرة من ثمار الأحداث التي سادات العالم الإسلامي وقت تأليفه . وقد بلغت الثقافة الإسلامية قمتها في القرن السادس للهجرة : فتنوعت فنون الأدب ، وتعددت مدارس النحو واللغة ؛ وآتت العلوم الطبيعية والرياضية أكلها ؛ وبدت الفلسفة الإسلامية في أكل صورها ؛ وساد المذهب الأشعري ، وأصبح ، تقريباً ، عقيدة المسلمين عامة ، شرقا وغرباً ؛ واستقرت المذاهب الفقهية ، وأخذت تسيطر على جميع مظاهر الحياة الاجتماعية في العالم الإسلامي ؛ وكان للصوفية أدبهم وتعاليمهم ، طرقهم وأتباعهم ، التفّ حولهم من التف ، وتأثر بهم من تأثر . وكل أولئك غذاء وفير ومتنوع ، أفاد منه ابن عربي ، ونهل من حياضه ، وكان له شأن في موسوعته الكبرى .
و نرجح أن للأحداث السياسية ، أيضاً ، شأنا آخر فيها . ولعلها وجهت إليها ، ودفعت صاحبها إلى تأليفها . فقد كان العالم الإسلامي يحيا حياة سياسية لا تتعادل مع مجده الثقافي . تهدده أخطار متلاحقة في المغرب والمشرق . عاش فيها ابن عربي ، وأحس بها في أعماق كيانه . فعاصر في المغرب ثلاثة من خلفاء الموحدين ، هم : يوسف بن يعقوب ( 580 ) ويعقوب المنصور ( 595 ه ) ومحمد الناصر ( 610 ) . وإذا كان الأول قد فازا بنصر باهر وحظيا بقدر غير قليل من الجلال والعظمة ، فإن دولة الموحدين بدأت تنهار



[1] - الفتوحات المكية السفر الأول ، القاهرة ف ف 184 - 321 . ( 2 ) - الفتوحات المكية آخر السفر 37 .

28

نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست