نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 220
( 332 ) « ولولا ما أودع ( الحق ) في ما اقتضته حقيقتي ، ووصلت إليه طريقتى ، لم أجد لمشربه نيلا ، ولا إلى معرفته ميلا . ولذلك أعود على عند النهاية . ولهذا يرجع فخذ البركار ، في فتح الدائرة ، عند الوصول إلى غاية وجودها ، إلى نقطة البداية . فارتبط آخر الأمر بأوله . وانعطف أبده على أزله . فليس إلا وجود مستمر ، وشهود ثابت مستقر . » ( 333 ) « وإنما طال الطريق ، من أجل رؤية المخلوق . فلو صرف العبد وجهه إلى الذي يليه ، من غير أن يحل فيه ، لنظر إلى السالكين ، إذا وصلوا ، بعين » بئس - والله ! - ما فعلوا « . فلو عرفوا ، من مكانهم ما انتقلوا . لكن ، حجبوا بشفعية الحقائق ، عن وترية الحق الخالق ، الذي خلق الله به الأرض والطرائق . فنظروا مدارج الأسماء ، وطلبوا معارج الإسراء . وتخيلوها أعظم منزلة تطلب ، وأسنى حالة يقصد الحق - تعالى - فيها ويرغب . فسير بهم على براق الصدق ورفارفه ، وحققهم ، بما عاينوه ، من آياته ولطائفه . ( 334 ) » وذلك ، لما كانت النظرة شمالية . وكانت الفطرة ، على النشأة الكمالية ، تقابل بوجهها ، في أصل الوضع ، نقطة الدائرة . فشطر مهجتها ، من الجانب الأيمن ، منقبة ، ومن الجانب الغربي ، سافرة فلو سفرت ( النظرة ) عن اليمين لنالت ، من أول طرفتها ، مقام التمكين ، في مشاهدة التعيين . ويا عجبا لمن هو في أعلى عليين ، ويتخيل أنه في أسفل
220
نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 220