نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 139
( 65 ) قيل للجنيد : بما نلت ما نلت ؟ قال : « بجلوسى تحت تلك الدرجة ثلاثين سنة » . وقال أبو يزيد : « أخذتم علمكم ميتا عن ميت ، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت » . . . فيحصل لصاحب الهمة في الخلوة مع الله وبه - جلت هبته ، وعظمت منته - من العلوم ما يغيب عندها كل متكلم على البسيطة ، بل كل صاحب نظر وبرهان ليست له هذه الحالة ، فإنها وراء النظر العقلي . ( 66 ) إذ كانت العلوم على ثلاث مراتب : علم العقل ، وهو كل علم يحصل لك ضرورة أو عقيب نظر في دليل ، بشرط العثور على وجه ذلك الدليل . - وشبهه من جنسه في عالم الفكر الذي يجمع ويختص بهذا الفن من العلوم ، ولهذا يقولون في النظر : منه صحيح ، ومنه فاسد . ( 67 ) والعلم الثاني علم الأحوال ، ولا سبيل إليها إلا بالذوق . فلا يقدر عاقل على أن يحدها ، ولا يقيم على معرفتها دليلا البتة . كالعلم بحلاوة العسل ومرارة الصبر ولذة الجماع والعشق والوجد والشوق ، وما شاكل هذا النوع من العلوم . فهذه علوم من المحال أن يعلمها أحد إلا بان يتصف بها ويذوقها . وشبهها من جنسها في أهل الذوق ، كمن يغلب على محل طعمه المرة الصفراء ، فيجد العسل مرا . وليس كذلك ، فان الذي باشر محل الطعم إنما هو المرة الصفراء .
139
نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 139