نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 76
والشيعة ، إلاّ أنّ العجيب هو نسبة البدع الصوفيّة إلى الشيعة وحدهم دون غيرهم ، علماً بأنّ متصوّفة السنّة أكثر بكثير من متصوّفة الشيعة كما نُقل ذلك عن الخواجة عبد الله الأنصاري الذي قال : « كان من ألفي شيخ صوفي عرفتهم شيعيّان لا أكثر » [1] ، وكذلك ما نقله الشيخ مغنية عن أبي المظفّر الأسفريني قوله : « التصوّف مذهب من مذاهب السنّة » [2] . وممّا يؤكّد هذه الحقيقة هو انتشار الطرق الصوفيّة في غالبيّة المناطق ذات الوجود الإسلامي السنّي في الوقت الذي شهد فيه الوسط الإسلامي الشيعي نشاطاً بارزاً في محاربة التصوّف وطرقه ورجاله ، وتمثّل هذا النشاط بدور الأئمّة عليهم السلام في وقت متقدّم ، وبدور أبرز علماء المسلمين الشيعة وفقهائهم في مرحلة لاحقة [3] . وبالطبع فإنّ هذا الموقف الشيعي من التصوّف لا ينفي بروز بعض الفرق الصوفيّة في التاريخ أخذت طابعاً شيعيّاً والتي سرعان ما بادت واندثرت نتيجة للدور البارز الذي قام به فقهاء الشيعة في التصدّي للحركات الصوفيّة في إيران وغيرها من بقاع المسلمين . ولعلّ في ذلك ميزة يتميّز بها تاريخ فقهاء المسلمين الشيعة في التصدّي لكلّ فكر من شأنه أن يوصم الفكر الشيعي بوصمة تثير الشكّ أو تحرّك الظنّ ومنبعه الإسلاميّين [4] . .
[1] مغنية ، محمّد جواد ، معالم الفلسفة الإسلاميّة ، نظرات في التصوّف والكرامات ، دار ومكتبة الهلال ، بيروت ، الطبعة الثالثة ، 1992 م : ص 189 . [2] المصدر نفسه . [3] التشيّع والتصوّف ؛ لقاء أم افتراق ، مصدر سابق : ص 79 ، 80 . [4] التشيّع والتصوّف ؛ لقاء أم افتراق ، مصدر سابق : ص 79 ، 80 .
76
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 76