نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 75
ذكره الطباطبائي لا غبار عليه ولا إشكال ، وإنّما الكلام في المؤثّرات التي دخلت على المنهج الصوفي لتعطيه اتّجاهات أخرى لم يسلم بها من يد التحريف والضلال حتّى بات يلتقي مع صوفيّة اليونان والهند وبلاد فارس . وهذه المؤثّرات تجلّت عندما أصبح « القوم يدّعون أموراً من الكرامات ، ويتكلّمون بأمور تناقض ظواهر الدِّين وحكم العقل مدّعين أنّ لها معاني صحيحة لا ينالها فهم أهل الظاهر - وبذلك - ثقل على الفقهاء وعامّة المسلمين سماعها فأنكروا ذلك عليهم وقابلوهم بالتبرّي والتكفير ، فربما أُخذوا بالحبس أو الجلد أو القتل أو الصلب أو الطرد أو النفي ; كلّ ذلك لخلاعتهم واسترسالهم في أقوال يسمّونها أسرار الشريعة ، ولو كان الأمر على ما يدّعون وكانت هي لبّ الحقيقة وكانت الظواهر الدينيّة كالقشر عليها وكان ينبغي إظهارها والجهر بها لكان مشرّع الشرع أحقّ برعاية حالها وإعلان أمرها كما يعلنون ، وإن لم تكن هي الحقّ فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال ؟ » [1] . وليس غريباً على المذهب الشيعي الإمامي أن تنسب إليه التّهم والافتراءات كما جرت العادة على مدى التاريخ . فعندما بدأ الانحراف يسري إلى جسم الحركة الصوفيّة جرّاء ابتعادها عن تعاليم الدِّين الحنيف أخذ البعض يشنّ هجوماً على الشيعة وأنّهم أهل البدع لكونهم أساس التصوّف وروّاده وقادته . والحقّ أنّ الحركة الصوفيّة كانت تضمّ في صفوها كلاًّ من السنّة