نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 54
العمل والاعتقاد بالتكليف أو المأمور به ، والابتعاد عن المنهيّ عنه ، والالتزام بما قاله رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فهؤلاء الجماعة من المتصوّفة المحقّة . وتوجد جماعات أخرى متصوّفة باطلة ، يحسبون أنفسهم من الصوفيّة ولكنّهم ليسوا من الصوفيّة الحقّة وهم عدّة فرق » [1] . وجاء في الرسالة القشيريّة : « وغلب هذا الاسم على هذه الطائفة ، فيُقال فلان صوفيّ أو جماعة متصوّفة . الذي يجهد نفسه للوصول لذلك يُقال له متصوّف . . » [2] . ويورِد أبو الحسن علي بن عثمان جلابي في كتاب كشف المحجوب [3] المعاني المتعدّدة والأقوال المختلفة في نسبة الكلمة فيقول : « قيل الكثير في التصوّف وألّفت فيه الكتب ، فقالت جماعة : يعدُّ الصوفي صوفيّاً عندما يلبس الصوف ، وقال آخرون : نعت الصوفي بهذا الاسم لأنّه يتولّى أصحاب الصفّة [4] ، وقال غيرهم : إنّ هذا الاسم مشتقّ
[1] التهانوي ، محمّد علي بن علي ، كشّاف اصطلاحات الفنون ، تحقيق : محمد وجيه عبد الغني وغلام قادر ، طبعة الهند ، انتشارات خيام ، طهران ، 1967 م : ج 1 ، ص 841 . [2] الرسالة القشيريّة ، مصدر سابق : ج 1 ، ص 137 . [3] يعود هذا الكتاب إلى القرن الخامس الهجري ويعتبر من أقدم المصادر التي تناولت معنى التصوّف . [4] أصحاب الصُفّة هم سلمان وأبو ذر وصُهيب وعمّار وغيرهم من الذين كانوا يعيشون حياة الزهد والقناعة ، و « الصُفّة » تعني الظلّة والبهو الواسع العالي السقف ، وهو مكان مظلّل في مسجد المدينة من الجهة الشماليّة وقد بناها النبيّ صلّى الله عليه وآله وكان يأوي إليه فقراء المهاجرين ويرعاهم الرسول صلّى الله عليه وآله ويطلق عليهم « أصحاب الصفة » .
54
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 54