نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 52
تميّزوا بهذا اللباس دون غيره ، وتارةً نسبها إلى كلمة « الصُّفّة » ، وثالثةً إلى « الصفاء » أو « الصوفانة » وغيرها من الأسباب التي سنرى موقف أهل الصوفيّة منها . فكلمة التصوّف من الكلمات الغامضة التي تعدّدت تعريفاتها ومفاهيمها ، ويرجع ذلك إلى تداولها بين الديانات المختلفة والحضارات الإنسانيّة على مرّ العصور التاريخيّة ، كما أنّ كلّ صوفي يخضع تعبيره للتجربة التي خاضها في إطار ما يسود عصره من أفكار ، ولا يخضع لحضارة مجتمعه من تطوّر أو اضمحلال ، وأنّ هذه الكلمة لا ترد في اللغة العربيّة كما لا توجد أصلاً في كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وآله . كما أنّ الباحثين لم يجمعوا على تعريف شامل جامع لها [1] . التصوّف في الاصطلاح تعدّدت الأقوال في بيان معنى وحقيقة التصوّف ، ولم تعطنا معنىً شاملاً مانعاً لكلمة الصوفيّة ، ووقع الخلاف في تفسير النسبة الحقيقيّة لمعنى الكلمة حسب ما وردت في كلمات أهل الصوفيّة . جاء في كتاب مصطلحات التصوّف لابن عجيبة حول معنى التصوّف : « علمٌ يُعرف به كيفيّة السلوك إلى حضرة ملك الملوك وتصفية البواطن من الرذائل وتحليتها بأنواع الفضائل ، أو غيبة الخلق في شهود الحقّ ، أو مع الرجوع إلى الأثر فأوّله علم ووسطه عمل وآخره موهبة ; واشتقاقه إمّا من الصفاء لأنّ مداره على التصفية ، أو من الصفة لأنّه
[1] المذاهب الصوفيّة ومدارسها ، مصدر سابق : ص 25 .
52
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 52