responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 39


تعالى ، ومنهم من وصل بعمله وطريقته إلى معرفته تعالى ، ولذا يقول عن الطائفة الأولى « فطائفة منهم يسلكون الطريقة لنفسها فيرزقون شيئاً من معارفها من غير أن يتمّ لهم تمام المعرفة لها لأنّهم لمّا كانوا لا يريدون غير النفس فهم في غفلة عن أمر صانعها وهو الله عزّ اسمه الذي هو السبب الحقّ الآخذ بناصية النفس في وجودها وآثار وجودها وكيف يسع الإنسان تمام معرفة شيء مع الذهول عن معرفة أسباب وجوده وخاصّةً السبب الذي هو سبب كلّ سبب ؟ وهل هو إلاّ كمَن يدّعي معرفة السرير على جهل منه بالنجّار وقدّومه ومنشاره وغرضه في صنعه إلى غير ذلك من علل وجود السرير » [1] . , وهؤلاء يُطلق عليهم تسمية أهل الكهانة وهم ليسوا من العرفان بشيء « ومن الحريّ بهذا النوع من معرفة النفس أن يسمّى كهانة بما في ذيله من الحصول على شيء من علوم النفس وآثارها » [2] .
وأمّا الطائفة المحقّة ، أهل العرفان الحقيقي فهم « طائفة منهم يقصدون معرفة النفس لتكون ذريعة لهم إلى معرفة الربّ تعالى ، وطريقتهم هذه هي التي يرتضيها الدِّين في الجملة وهي أن يشتغل الإنسان بمعرفة نفسه بما أنّها آية من آيات ربّه وأقرب آية ، وتكون النفس طريقاً مسلوكاً والله سبحانه هو الغاية التي يسلك إليها * ( وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ) * » [3] .



[1] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ص 193 .
[2] المصدر نفسه .
[3] المصدر نفسه : ص 194 .

39

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست