responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 388


* ( وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ) * [1] وقال : * ( فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) * [2] .
ومن آثار هذا المقام أنّ العبوديّة إذا تمكّنت من نفس العبد ورأى ما يقع عليه بصره وتبلغه بصيرته مملوكاً لله خاضعاً لأمره ، فإنّه يرضى عن الله ، وذلك لأنّه يجد أنّ كلّ ما آتاه الله فإنّما آتاه من فضله من غير أن يتحتّم عليه فهو جودٌ ونعمة ، وأنّ ما منعه فإنّما منعه عن حكمة ومصلحة ، وهذا غاية السعادة الإنسانيّة بما هو عبد ، ولذلك ختم الكلام بقوله : * ( ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) * . [3] « والدرجة الثالثة : الرضا برضا الله تعالى ، فلا يرى العبد لنفسه سخطاً ولا رضاً ، فيبعثه على ترك التحكّم وحسم الاختيار وإسقاط التمييز ولو أدخل النار » .
معنى الرضا برضا الله تعالى هو محو الحقّ تعالى صفات العبد بصفاته ، فتقوم إرادة الحقّ مقام إرادة العبد ، ورضاه مقام رضاه ، وسخطه مقام سخطه ، فلا يرى العبد لنفسه رضىً ولا سخطاً ، بل يكون إرادة العبد فرع إرادة الله تعالى كما قال تعالى : * ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) * [4] ، ورضاه فرع رضاه وكذلك سخطه وجميع صفاته .
وقوله : « فيبعثه » أي رضاه برضا الله ; يعني قيام رضا الله مقام رضاه



[1] الزمر : 7 .
[2] التوبة : 96 .
[3] المائدة : 119 .
[4] الإنسان : 30 ، التكوير : 29 .

388

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست