نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 384
أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) * أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ * [1] ، فهي تبيّن أنّ الآيات القرآنية على احتوائها تفاصيل جميع المعارف الإلهيّة والحقائق الحقّة ، تعتمد على حقيقة واحدة هي الأصل وتلك فروعه ، وهي الأساس الذي بُني عليه بنيان الدِّين ، وهو توحيده تعالى توحيد الإسلام ، بأن يعتقد أنّه تعالى هو ربّ كلّ شيء لا ربَّ غيره ، ويسلّم له من كلّ وجهة فيوفي له حقّ ربوبيّته ، ولا يخشع في قلب ولا يخضع في عمل إلاّ له جلّ أمره . والمراد من « الشرك الأكبر » هنا عبادة مخلوق لمخلوق ، و « الشرك الأصغر » إثبات فعل من الأفعال لغير الله تعالى ، ولا شكّ أنّ هذه الدرجة من الرضا تطهّر من القسم الأوّل . وأمّا شرائط هذه الدرجة ، فالشرط الأوّل يصحّح الإيمان من قوله تعالى : * ( َالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) * [2] ، والثاني يصحّح مقام الإحسان ، لأنّ من يراه حاضراً عظّمه أشدّ تعظيم ، ويراه أولى بالتعظيم من كلّ شيء ، والثالث يصحّح مقام الإسلام ; لأنّ المسلم لا يطيع أحداً طاعته لله تعالى . « والدرجة الثانية : الرضا عن الله تعالى ، وبهذا الرضا نطقت آيات التنزيل وهو الرضا عنه في كلّ ما قضى ، وهذا من أوائل مسالك أهل الخصوص . ويصحّ بثلاث شرائط : باستواء الحالات عند العبد ، وبسقوط الخصومة مع الخلق ، وبالخلاص من المسألة والإلحاح » .