نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 381
إسم الكتاب : العرفان الشيعي ( عدد الصفحات : 410)
رضي بقضائه تعالى وما يظهر من أفعاله التكوينيّة ، وكذا بحكمه وما أراده منه تشريعاً . وبعبارة أخرى إذا سلّم له تعالى في التكوين والتشريع ، وهو الإسلام والتسليم لله سبحانه . أمّا في كلمات العرفاء ، فإنّ الرضا يعتبر المحور الذي تدور حوله أخلاق الصوفي ، فمنه ينبع التوكّل على الله ، والزهد في الدُّنيا ، والرضا يورث السكينة في القلوب والاطمئنان إلى أحكام قضاء الله ، وهو صنو المحبّة بل هو ثمرتها ، لأنّ شأن المحبّ أن يرضى بكلّ ما يفعله المحبوب لأنّه منّة من الله على العبد . من هنا عُرِّف في كلماتهم بأنّه « رفع كراهة القلب للمقدّرات واستعذاب صعوبات أحكام القضاء والقدر » وأنّه « سكون القلب تحت جريان الحكم » أو أنّه « استقبال الأحكام بالفرح » [1] ، أو أنّه « سرور العبد من الحقّ تعالى وإرادته وتقديراته » [2] . ولعلّ أجمع تعريف له ما ذكره الأنصاري في « منازل السائرين » : « الرضا ، اسم للوقوف الصادق حيث ما وقف العبد ، لا يلتمس متقدّماً ولا متأخّراً ، ولا يستزيد مزيداً ، ولا يستبدل حالاً . وهو من أوائل مسالك أهل الخصوص وأشقّها على العامّة » . المراد ب « الوقوف الصادق » الوقوف مع مراد الله تعالى ، بحيث لا يخالجه إرادة منه ولا يعارضه داعية واختيار ، ولا يعتريه تردّد . ومعنى « حيث ما وقف العبد » في أيّ حال وأيّ مقام أوقفه الله تعالى وأقامه ،
[1] الفناء عند صوفيّة المسلمين والعقائد الأخرى : ص 438 . [2] شرح حديث جنود العقل والجهل ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت : ص 150 .
381
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 381