responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 37


وينتهي الطباطبائي في تحليله لموقف الدِّين من عرفان النفس والعلاقة بينهما بعد أن يعتبر أنّ الدِّين يستلزم العرفان نوعاً من الاستلزام إلى أنّ الدِّين يدعو إلى العرفان دعوة طريقيّة لا غائيّة ، فالعرفان وسيلة وليس غاية في الدِّين « ثمّ إنّ الدِّين الفطري إنّما يعتبر أمر عرفان النفس ليتوصّل به إلى السعادة الإنسانيّة التي يدعو إليها وهي معرفة الإله التي هي المطلوب الأخير عنده ، وبعبارة أخرى الدِّين إنّما يدعو إلى عرفان النفس دعوة طريقيّة لا غائية فإنّ الذوق الديني لا يرتضي الاشتغال بأمر إلاّ في سبيل العبودية ، وإنّ الدين عند الله الإسلام ولا يرضى لعباده الكفر فكيف يرضى بعرفان النفس إذا استقلّ بالمطلوبيّة ؟
ومن هنا يظهر أنّ العرفان ينتهي إلى أصل الدِّين الفطري إذ ليس هو بنفسه أمراً مستقلاًّ تدعو إليه الفطرة الإنسانيّة حتّى ينتهي فروعه وأغصانه إلى أصل واحد وهو العرفان النظري » [1] .
وأمّا الكرامات التي يتناقلها المحدثون وسائر الناس عن بعض أهل العرفان فهي بنظر الطباطبائي منها ما لا مجال لإنكاره والاعتراف بحقيقته ووقوعه وذلك « كما يحكى عن كثير من صلحائنا من أهل الدِّين أنّهم نالوا في خلال مجاهداتهم الدينيّة كرامات خارقة للعادة وحوادث غريبة اختصّوا بها من بين أمثالهم كتمثّل أمور لأبصارهم غائبة عن أبصار غيرهم ، ومشاهدة أشخاص أو وقائع لا يشاهدها حواسّ من دونهم من الناس ، واستجابة للدعوة وشفاء المريض الذي



[1] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ص 190 .

37

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست