نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 364
الإيمان ، بحكم أنّه يعود فيفارقه الشكّ تصديقاً وتقليداً ، والمريد فوق هذه الصفة ، لأنّه يكاد يحسّ بوجه الحقّ إحساساً يقرّب من اليقين ، وبذلك تحصل له صيانة الإيمان . الدرجة الثانية : « حفظ الحدود عندما لا بأس به ، إبقاءً على الصيانة والتقوى ، وصعوداً عن الدناءة وتخلّصاً عن اقتحام الحدود » . بمعنى أنّ من صعد عن الدرجة الأولى إلى هذه الدرجة الثانية في الورع ، فهو يترك ما لا بأس به ، يعني كثيراً من المباح ، خوفاً على الصيانة أن يتكدّر صفوُها . والفرق بين الدرجة الأولى وصاحب هذه الدرجة ; أنّ ذلك يسعى في تحصيل الصيانة ، وهذا يسعى في حفظ صفوها أن يتكدّر ، وهو معنى قوله : « إبقاءً على الصيانة والتقوى » . وأمّا قوله : « وصعوداً عن الدناءة » وهي خسّة النفس ، وتخلّصاً عن اقتحام الحدود ، والحدود هي الأحكام التي حدّها الله تعالى من الحرام . الدرجة الثالثة : « التورّع عن كلّ داعية تدعو إلى شتات الوقت ، والتعلّق بالتفرّق » . شتات الوقت والتفرّق هو معنى واحد ، والمراد هنا الاشتغال بما سوى الحقّ تعالى . وهو فوق حال أهل الدرجة الثانية ; لأنّ أولئك مشتغلون بحفظ الصيانة من الكدر ، وهو عند هؤلاء تفرّق عن الحقّ تعالى ، إذ ملاحظة الصيانة وصفوها هو غير ملاحظة الحضور بين يدي الحقّ تعالى بصفة أنّه يراه ، فهو يراقبه مراقبة حضور ، وأدب الحضور غير أدب الغيبة [1] .
[1] ينظر شرح التلمساني على منازل السائرين : ص 145 ، و شرح القاساني على منازل السائرين ، مصدر سابق : ص 124 .
364
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 364