نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 341
إسم الكتاب : العرفان الشيعي ( عدد الصفحات : 410)
الفعل المفوّت ، فيسمّى تألّمه بسبب فعله المفوّت لمحبوبه ندماً . قال القاساني في شرحه على « منازل السائرين » : « فأصل التوبة أن يعظّم التائب جنايته ، وإلاّ لم يندم عليها ، والندم شرط التوبة ، فلا تتحقّق التوبة بدونه ، ومن لم يعظّم الجناية لم يستقبحها ، فلا يعزم على الرجوع عنها » [1] . فإذا غلب هذا الألم على القلب واستولى انبعث من هذا الألم في القلب حالة أخرى تسمّى إرادة وقصداً إلى فعل له تعلّق بالحال والماضي والاستقبال . أمّا تعلّقه بالحال فبالترك للذنب الذي كان ملابساً ، وأمّا بالاستقبال فبالعزم على ترك الذنب المفوّت للمحبوب إلى آخر العمر ، وأمّا بالماضي فيتلافي ما فات بالجبر والقضاء إن كان قابلاً لذلك . فالعلم هو الأوّل ، وهو مطلع هذه الخيرات ، وأعني بهذا العلم الإيمان واليقين . فإنّ الإيمان عبارة عن التصديق بأنّ الذنوب سموم مهلكة ، واليقين عبارة عن تأكّد هذا التصديق وانتفاء الشكّ عنه واستيلائه على القلب ، فيثمر نور هذا الإيمان مهما أشرق على القلب نار الندم ، فيتألّم بها القلب ، حيث يبصر بإشراق نور الإيمان أنّه صار محجوباً عن محبوبه ، كمن يشرق عليه نور الشمس وقد كان في ظلمة ، فيسطع النور بانقشاع سحاب أو انحسار حجاب ، فرأى محبوبه وقد أشرف على الهلاك ، فتشتعل نيران الحبّ في قلبه ، وتنبعث تلك النيران بإرادته للانتهاض للتدارك .
[1] منازل السائرين ، لأبي إسماعيل عبد الله الأنصاري ، شرح كمال الدِّين عبد الرزّاق القاساني ، تحقيق وتعليق : محسن بيدارفر ، انتشارات بيدار : ص 43 .
341
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 341