نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 340
بالأحزان حتّى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد . والسادس : أن تُذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية . فعند ذلك تقول : أستغفر الله » [1] . يشتمل هذا الحديث الشريف على ركنين من أركان التوبة هما : الندامة والعزم على ترك العودة . وعلى شرطين مهمّين للقبول هما : إرجاع حقوق المخلوقين لأهلها وردّ حقوق الخالق لله سبحانه . وأمّا الأمران الأخيران ، فهما من شروط كمال التوبة ، أي أنّ التوبة الكاملة لا تتحقّق ولا تقبل من دونهما . وقد وقفنا عند هذه الأبحاث في كتاب « التوبة ، حقيقتها وشروطها وآثارها » وهنا نشير إلى أركانها المقوّمة لها فقط ، كما جاءت في الروايات وكلمات الأعلام . قال الغزالي في « إحياء علوم الدِّين » ما حاصله : اعلم أنّ التوبة عبارة عن معنىً ينتظم ويلتئم من ثلاثة أمور مرتّبة : علم ، وحال ، وفعل . فالعلم الأوّل ، والحال الثاني ، والفعل الثالث . والأوّل موجب للثاني ، والثاني موجب للثالث إيجاباً اقتضاه اطّراد سنّة الله في الملك والملكوت . أمّا العلم ، فهو معرفة عظم ضرر الذنوب وكونها حجاباً بين العبد وبين كلّ محبوب . فإذا عرف ذلك معرفة محقّقة بيقين غالب على قلبه ، ثار من هذه المعرفة تألّم للقلب بسبب فوات المحبوب ، فإنّ القلب ممّا شعر بفوات محبوبه تألّم ، فإن كان فواته بفعله تأسّف على
[1] نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، رقم : 417 ، ضبط نصّه وابتكر فهارسه العلميّة : الدكتور صبحي الصالح ، من منشورات دار الهجرة ، إيران - قم : ص 549 .
340
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 340