نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 331
إسم الكتاب : العرفان الشيعي ( عدد الصفحات : 410)
مقام « المعرفة » التامّة بلغ « النهاية » « بالفناء » في الذات الأحديّة ، فيبقى ببقاء الحقّ ، فكان الفاني فانياً في الأزل ، والباقي باقياً لم يزل . « فيتحقّق » بتحقيق الحقّ إيّاه ، ثمّ يقع في مقام « التلبيس » بالظهور في رسوم الخلق - هداية لهم ورحمة - مع أنّه في مقام « الوجود » منخلعاً عن رسمه ، وبعد ذلك لا يكون إلاّ « تجريد » عين الجمع عن درك العلم ، ثمّ « تفريد » الإشارة إلى الحقّ من الحقّ بالحقّ في عين « الجمع » وهو الحقّ بدون الخلق ، ثمّ « توحيد » الحقّ بذاته لذاته في صور هياكله ، كما قال علي عليه السلام : « نورٌ يشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد آثاره » [1] * ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) * [2] . يبقى أن نشير إلى أنّ عبور المقامات يتمّ واحداً تلو الآخر بالتدريج - في الأعمّ الأغلب - لكن هل يمكن للسالك أن يرد المقام الأرفع قبل أن يتحقّق بالمقام الأدنى بتمامه وكماله وجميع مراتبه ودرجاته ؟ تختلف الآراء في هذا المجال ، فالجنيد يقول : « قد ينقل العبد من حال إلى حال أرفع منها ، وقد بقي عليه من التي نقل عنها بقيّة ، فيشرف عليها من الأرفع فيصلحها » [3] . وأمّا الأنصاري فلا يعتقد بإمكانيّة هذا الأمر فحسب ، بل يعتبر خلافه غير ممكن حين يقول : « وعندي أنّ العبد لا يصحّ له مقام حتّى
[1] ينظر في ذلك : منازل السائرين ، شرح القاساني ، مصدر سابق : ص 26 - 32 . [2] آل عمران : 18 . [3] منازل السائرين : ص 15 .
331
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 331