نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 309
وكقوله تعالى : * ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) * [1] . وهذه النصوص دلالات قاطعة على أنّ الكلّ مكلّفين ومأمورين بحسب قابليّتهم واستعدادهم . فيعلم من هذا أنّ الكلّ متوجّهون إلى الله تعالى ، سائرون إليه ، طالبون معرفته وعبادته ، لأنّ السجدة والصلاة هاهنا بمعنى العبوديّة والمعرفة ، لا بمعنى السجدة المتعارفة في الشرع ، وكذلك التسبيح لأنّ تسبيحهم وصلاتهم لو كان من قسم صلاة الإنسان وتسبيحهم لعرفوها وفهموها ، لكن لمّا لم يعرفوها - بشهادة الله لهم في قوله : * ( وَلَكِن لَّا تَفقَهُونَ تَسبِيحَهُم ) * - عرفنا أنّها ليست من تلك الأقسام ، فحينئذ صلاة كلّ موجود وسجدته وتسبيحه يكون مناسباً لحاله » [2] . وفي عبارة موجزة لبيان معنى السير والسلوك نقول إنّه ذلك العلم والبرنامج الذي يبحث عن كيفية منازل السير نحو القرب الإلهي وخصائصه [3] ، فالسلوك هو طيّ الطريق ، والسير هو مشاهدة آثار وخصائص المنازل والمراحل أثناء الطريق [4] .
[1] الإسراء : 44 . [2] الآملي ، تفسير المحيط الأعظم ، مصدر سابق : ج 3 ، ص 145 - 146 . [3] الطباطبائي ، بحر العلوم ، السيد محمد مهدي ، رسالة في السير والسلوك ، شرح وتعليق : حسن المصطفوي تعريب : لجنة الهدى ، دار الروضة ، بيروت ، 1414 ه - ، ص 19 . [4] طهراني ، محمد حسين حسيني ، رسالة لُبّ اللّباب في سير وسلوك أولي الألباب ، ترجمة : عباس نور الدين ، دار التعارف ، بيروت ، 1412 ه - : ص 24 .
309
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 309