نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 308
وأمّا السلوك فهو عبارة عن : « هيئة نفسيّة جوانية للترقّي والتكامل والانتقال في الأحوال والمقامات . لكن الهيئة لا تظهر ولا تتبدى إلاّ بطقس شعائريّ . . . فالسلوك الروحي هو مضمون العبادة ، والهيئة القائمة في حركات الأعضاء شكلها ومظهرها » [1] . وفي نظر العرفاء أنّ السير والسلوك وطلب الكمال غير مختصّين بالإنسان ، بل إنّ كلّ الموجودات تسير إلى الله ، وتطلب الكمال اللائق بها . يقول السيِّد حيدر الآملي : « اعلم أنّ السير والسلوك وطلب الكمال ليس مخصوصاً بالإنسان فقط بل جميع الموجودات والمخلوقات علويّة كانت أو سفليّة ، فإنّها في السير والسلوك وطلب الكمال ، وله توجّه إلى مطلوبه ومقصوده ، ويشهد بذلك النقل والعقل . أمّا النقل كقوله تعالى : * ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) * [2] . وكقوله تعالى : * ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ) * [3] .