نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 303
الحقّ إلاّ أنّه بالحقّ [1] وأنّ العائد لا يكون في عوده منفصلاً عن الحقّ لأنّه متحقّق به فكيف يغادره وهو ليس في دار قلبه غيره من ديّار ؟ وإنّما هو عود التزوّد وتجديد العهد والانقطاع لوقت ما عن الكثرة بعد أن يعصف به الحنين ويجرفه الوجد نحو الانقطاع إلى الوحدة فيأخذه الحال ، وقد كان الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله يقول : لي مع الله وقت لا يسعه ملك مقرّب ولا نبيّ مُرسل ولا عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان [2] .
[1] بناء على « لا مشاحة في الاصطلاح » أقول : لا مانع من إطلاق السفر الخامس على مثل هذا العود ، فيكون السفر الخامس هو « من الخلق إلى الحقّ بالحقّ » خاصّةً وإنّ العائد هنا سوف يكون عوده بعد أن ترقّى في مراتبه فلم يعد كما كان عليه حاله في خاتمة السفر الثاني ، كما أنّه يمتاز كاملاً على سفره الأوّل بما لا حاجة فيه للإيضاح ، ولكن تبقى لدينا مشكلة وهي أنّ هذا العود حاصل أيضاً في السفر الثالث ، وجوابه : أنّ ذلك هو العود وأمّا ما نحن فيه فلن نسمّيه عوداً وإنّما نُسمّيه سفراً مستقلاًّ ، فتكون الأسفار خمسة ، أوّلها من الخلق إلى الحقّ ، وآخرها من الخلق إلى الحقّ بالحق . [2] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 18 ، ص 360 ح 66 .
303
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 303