نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 289
الكتب والميزان والجنّة والنار ، بل في جميع الأمور الكامنة في صفحة الغيب والتي يقصر العقل عن تصفّحها والبرهان عن تناولها . ومن هنا يتّضح لنا أنّ جميع هذه الأمور لا يمكن الركون إلى ما وصلنا عنها إلاّ ما كان منها صادراً عن المعصوم أو منتهياً إليه . ومن الواضح أنّ الأخذ بقول المعصومين الذين ثبتت لدينا عصمتهم بالأدلّة القطعية - وهم النبيّ الأكرم وأهل البيت عليهم السلام - إنّما يكون على نحو الإلزام ، وذلك بمقتضى قوله تعالى : * ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) * [1] وقد ثبتت عصمتهم قرآناً ; قال تعالى : * ( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) * [2] ، وسنّةً ; قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : إنّي تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما [3] . هذا فيما إذا ثبتت عصمة المخبر ، وأمّا من لم تثبت لدينا عصمته فإنّه لا بدّ من عرض قوله على المعصوم - أعني القرآن والسنّة الشريفة - فإن لم نجد ما يوافق ذلك فإنّه لا بدّ من إقامة البرهان على صحّة دعواه ومكاشفته .
[1] النساء : 59 . [2] الأحزاب : 33 . [3] حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة وقد نُقل في كُتب الفريقين ورواته من مختلف الطبقات . انظر : الأصول العامّة للفقه المقارن للعلاّمة محمد تقي الحكيم ، تحقيق المجمع العالمي لأهل البيت ، الطبعة الثانية ، 1418 ه - ، قم : ص 158 .
289
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 289