responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 280


الخصوصيّة الثالثة : وهى فيما يتعلّق باختلاف مراتب السالكين ، فقد تقدّم أنّ سير السالك في السفر الثاني غير متناه ، وأنّ كلّ سالك يغترف في هذا السفر بحسب حجم وعائه وقدره * ( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ) * [1] ، وحيث إنّ الأوعية تحمل ما أمكنها حمله ، وإنّ الأودية تحمل من الماء بقدر سعتها - بحسب التعبير القرآني - فهذا يعني أنّ المراتب والمقامات سوف تختلف من سالك إلى آخر .
فمقامات أولي العزم والأنبياء والأوصياء والأولياء وسائر السالكين إنّما تتحدّد من خلال هذا السفر الثاني . فبقدر سير وهمّة السالك في هذا السفر وحجم وعائه وجهاده يكون مقامه . وكلّما كان السعي حثيثاً والجهاد عظيماً انفتحت أمامه آفاق وسُبل . * ( وَالَّذِينَ جَهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا ) * [2] . فهنالك من يقصر سفره على مقدار معيّن بحسب همّته ووعائه ، وإذا جاز التعبير : إنّه يكتفي برحلة يوم ثمّ يشرع في السفر الثالث ، وآخر يمضي أيّاماً وأيّاماً فيغترف ما أمكنه اغترافه ، وبذلك يتحدّد مقامه ودائرة وجوده . وبهذا يتّضح لنا جليّاً السرّ في اختلافات مقامات العارفين ، فإنّ مردّه إلى ما بذله وأخذه في السفر الثاني .
وينبغي أن يُعلم أنّ الاختلافات في مقامات أولي العزم وسائر الأنبياء والأصياء والأولياء العارفين وإن كانت تظهر في السفر الثالث والرابع ، إلاّ أنّ السبب الأساسي في ذلك هو مقدار السير في السفر



[1] الرعد : 17 .
[2] العنكبوت : 69 .

280

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست