نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 273
تعالى ، ويبصر صفات الله تعالى فتفنى صفاته الشخصيّة بصفات الله تعالى ، ثُمّ تبقى ذاته وهي مجرّدة عن أفعاله وصفاته فيبصرها متعلّقة بذات الله تعالى فتفنى ذاته في ذاته تعالى . وقد قلنا إنَّ معنى الفناء - في البحث السابق - هو أنّه لا يلتفت إلى كلّ ما عدا الله تعالى ؛ ومن ذلك أفعاله وصفاته وذاته ، ولكنّ الفناء هنا سوف يستبطن معنىّ أعمق وأجلّ وإن كان لا يغادر ذلك المعنى الدقيق إلاّ أنّه أدقّ وألطف ، ففناؤه هنا يعني أن يكون فعله فعل الله وصفاته صفات الله تعالى . وهذا لا يكون إلاّ بعد أن يكون العبد في سيره اللا متناهي هذا مظهراً لتلك الأسماء وذاتاً متلبّسة بتلك الصفات ، فيتنقّل العبد السالك من غصن إلى غصن ومن واحة إلى واحة على نحو الترقّي ، فيطوي في الأسماء العلوية حين يكون مظهراً لما دونها من أسماء طبقاً لحاكميّة بعض الأسماء على الأخرى ، وهكذا في الصفات والأفعال الإلهيّة . وحيث إنّ الحقّ تعالى غير متناه فإنّ هذا السير فيه سوف يكون غير متناه ولو قضى السالك عمره فيه ، ولذا يكون الأخذ والمظهرية بقدر همّة السالك وجهده ورياضته واستعداده . وبنكتة الظهور بأسماء الله تعالى وصفاته تفهم أن أسماءه وصفاته تعالى من الأعيان والوجودات الخارجية لا أنّها مجرّد ألفاظ وأصوات ، و إلاّ لا معنى ولا جدوى ولا فضيلة ولا درجة للسالك حين يكون مظهراً لمجرّد لفظ . يقول السيِّد الطباطبائي رحمه الله : « أمّا الاسم بمعنى الذات مأخوذاً
273
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 273