نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 236
عرش ربّي وقد نصب للحساب ، وحُشر الخلائق لذلك وأنا فيهم ، وكأنّي أنظر إلى أهل الجنّة وهم يتنعّمون في الجنّة ويتعارفون ، وعلى الأرائك متّكئون ; وكأنّي أنظر إلى أهل النار ، وهم فيها معذّبون مصطرخون ، وكأنّي الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي . فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لأصحابه : « هذا عبدٌ نوَّر الله قلبه بالإيمان . ثمّ قال له : « إلزم ما أنت عليه » . فقال الشاب : ادع الله لي يا رسول الله أن أُرزق الشهادة معك ، فدعا له رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فاستشهد بعد تسعة نفر ، وكان هو العاشر . [1] فهنا نلاحظ أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله لم يقل له صدقت وإنّك مؤمن حقّاً ، بل طالبه بالدليل . وهذا يعني أنّ المكاشفة وحدها لا تكفي ما لم يدعمها الدليل . ولو رجعنا إلى حارثة ، فهل كان يعرف اصطلاحات العرفان النظري ؟ بالتأكيد لا ، ولكن هذا لا يمنعه من أن يصل إلى هذا المقام العالي في السلوك إلى الله تعالى ، فكما هو واضح في سلوك الإمام الخميني وعرفانه أنّ الطريق مفتوح للجميع ، فكيف يمكن أن يكون العرفان عامّاً من جهة ، وخاصّاً من جهة أخرى ؟ ! فلا تلازم بين الأمرين . وما ذكرناه لا يعني إلغاء دور المعرفة النظريّة وأهمّيتها للسالك ؛ إذ
[1] الكافي ، مصدر سابق : ج 2 ، باب حقيقة الإيمان واليقين ، ح 2 .
236
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 236