نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 235
الإخلاص لأنّه كما ورد : « وكمال توحيده الإخلاص له » . فالإنسان لا يكون موحّداً بشكل جيّد إلاّ إذا كان مخلصاً بشكل جيّد ، والإخلاص يتوقّف على معرفة جيّدة . وبالعودة إلى ما ذكرناه عن العرفان النظري كاصطلاح ، فإنّ معرفة هذه الاصطلاحات تحتاج إلى مقدّمات طويلة وكثيرة ، مثل أن تنتهي من دراسة المنطق والكلام والفلسفة و . . . حتّى تستطيع أن تقرأ كتاباً في العرفان النظري ككتاب « فصوص الحكم » أو « تمهيد القواعد » لابن تركة ، وهذا بحث في الجانب النظري للعرفان . أمّا إذا أردنا البحث عن مستوى العمل والسير والسلوك إلى الله سبحانه وتعالى فإنّ هذا لا يتوقّف على قراءة الإنسان للكتب العرفانيّة لكي يكون عارفاً من الناحية العمليّة . عن إسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله ، صلّى بالناس الصبح ، فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه ، مصفرّاً لونه ، قد نحف جسمه ، وغارت عيناه في رأسه ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله : كيف أصبحت يا فلان ؟ قال : أصبحت يا رسول الله موقناً . فعجب رسول الله صلّى الله عليه وآله من قوله ، وقال : إنّ لكلّ يقين حقيقة ، فما حقيقة يقينك ؟ فقال : إنّ يقيني يا رسول الله هو الذي أحزنني ، وأسهر ليلي ، وأظمأ هواجري ، فعزفت نفسي عن الدُّنيا وما فيها ، حتّى كأنّي أنظر إلى
235
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 235