نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 218
الحقيقة هي مرتبة لاحقة للطريقة والشريعة ، والطريقة مرتبة لاحقة بعد الشريعة ، وتحصيل المرتبة الأعلى - أي الحقيقة - ناتج وحاصل بعد تحصيل المراتب التي قبلها ، وهذا مؤشّر واضح على التفاوت والتراتبيّة بينها . فما هي حقيقة هذا التفاوت بين المراتب الثلاث ؟ وهل هناك شيء جامع بينها ؟ يؤكّد السيّد حيدر الآملي على وحدة هذه المراتب في الحقيقة ونفس الأمر ، ويعتقد كغيره من العرفاء أنّها مراتب لشيء واحد هو الشرع ، ولا ينبغي الاعتقاد أو التوهّم بأنّها متباينة ومختلفة : « لمّا كان أكثر أهل الزمان من خواصّهم وعوامّهم يظنّون أنّ الشريعة خلاف الطريقة ، والطريقة خلاف الحقيقة ، ويتصوّرون أنّ بين هذه المراتب مغايرة حقيقيّة . . أردت أن أُبيِّن لهم الحال على ما هو عليه ، وأكشف لهم الأحوال على ما ينبغي ليحصل لهم العلم بحقيقة كلّ طائفة منهم ، سيّما بالطائفة المخصوصة من أهل الله ، وينكشف لهم أحوالهم في طبقاتهم ومراتبهم وأصولهم وقواعدهم ، ويتحقّقوا أنّ الشريعة والطريقة والحقيقة أسماء مترادفة صادقة على حقيقة واحدة باعتبارات مختلفة ، وليس فيها خلاف في نفس الأمر . . » [1] . ولكنّ هذه المراتب وإن كانت حقيقة واحدة ، لا تمايز فيها من هذه الجهة ، إلاّ أنّها تتفاوت من جهة أخرى ، وتختلف فيما بينها قيمةً
[1] أسرار الشريعة ، مصدر سابق : ص 5 . وانظر ، تفسير المحيط الأعظم ، مصدر سابق : ج 3 ، ص 6 .
218
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 218