نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 212
والغرض . والعارف يعبّر عن الهدف والنهاية ب « الحقيقة » . والحقيقة ليست هي إلاّ لقاء الله تعالى كما عبّر القرآن الكريم عن ذلك في العديد من آياته ، ومنها قوله تعالى : * ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ) * [1] . وقوله تعالى : * ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ) * [2] . وقوله تعالى : * ( أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ ) * [3] . وقوله تعالى الذي يعبّر عن أنّ لقاء الله سبب للفوز والنصر والغَلَبة : * ( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً ) * [4] . ويعتبر القرآن أنّ النهاية والخاتمة في مسيرة الإنسان هي لقاء ربّه : * ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ) * [5] . ويعلّق السيّد الطباطبائي على هذه الآية بالقول : « غاية هذا السير والسعي والعناء هو الله سبحانه بما أنّ له الربوبيّة ، أي أنّ الإنسان بما أنّه عبدٌ مربوب ومملوك مدبّر ساع إلى الله سبحانه بما أنّه ربّه ومالكه المدبّر لأمره ، فإنّ العبد لا يملك لنفسه إرادةً ولا عملاً ، فعليه أن لا يريد ولا يعمل إلاّ ما أراده ربّه ومولاه وأمره به فهو مسؤول عن إرادته