نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 200
وفي نظر السيّد حيدر الآملي فإنّ « العلم الذي لا يحدُّ ولا يُعرّف كالوجود ، فإنّه من الصفات الوجدانيّة » [1] بمعنى أنّك لا تجد له حدّاً حقيقيّاً تتبيّن به ذاته ، وتتعرّف من خلاله حقيقته ومعناه ، وتتصوّر ماهيّته ومفهومه ، فإنّه لا يمكن أن تعرّفه أو يقع بإزاء العلم ما هو معرّف له موضح لحقيقته . هذا العلم الذي له هذه الخاصّية من حيث التعريف يعتبره الآملي أعمّ من المعرفة وأشمل ، وهو يصدق عليها وعلى غيرها ، ولا بدّ أن تكون المعرفة أخصّ منه وأضيق دائرة ، فليس كلّ علم معرفة ، وإن كانت كلّ معرفة علماً بإطلاق ، ويرى الآملي أنّ السبب في ذلك هو أنّ المعرفة تطلق على معنيين ، كلّ واحد منهما نوع من العلم ، والعلم جنسٌ لهما ، أحدهما العلم بأمر باطن يستدلّ عليه بأمر ظاهر ، وثانيهما العلم بمشهور سبق به عهد ، كما إذا رأيت شخصاً كنت رأيته من قبل فعلمت أنّه - أي المرئيّ - هو ذاك المعهود بعينه [2] . ومن ثمّ فإنّ تفاوت مراتب العارفين - بحسب الآملي - واختلاف درجاتهم ليس إلاّ لتفاوتهم واختلافهم في هاتين المعرفتين ، فمن العارفين من ليس له طريق إلى معرفة الله مثلاً إلاّ بالاستدلال بفعله على صفته ، وبصفته على اسمه ، وباسمه على ذاته . . . ومنهم - أي العارفين - من تحمله العناية الأزليّة فتطير به إلى حريم الشهود . . .
[1] الآملي ، حيدر بن علي ، نص النصوص في شرح الفصوص ( المقدّمات ) ، تحقيق : هنري كربان وعثمان يحيى ، الطبعة الثانية ، طهران ، 1988 م : ص 472 . [2] العرفان الشيعي ، مصدر سابق : ص 270 .
200
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 200