نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 187
« الذي لا يدركه بُعد الهمّ ، ولا يناله غوص الفطن ، الذي ليس لصفته حدّ محدود ، ولا نعت موجود ، ولا وقت معدود ، ولا أجل ممدود » على ما يظهر للمتأمّل المتدبّر . فتحصّل إلى هنا أنّ أصول العرفان وإن كانت واحدة في جميع الشرائع ، إلاّ أنّ درجاته متعدّدة . والذي بيّنه القرآن الكريم من معنى التوحيد فوق ما جاء في كلمات وصحف الأنبياء السابقين ، غير أنّ أهل التفسير والمتعاطين لعلوم القرآن من الصحابة والتابعين ، ثمّ الذين يلونهم أهملوا هذا البحث الشريف ، فهذه جوامع الحديث وكتب التفسير المأثورة منهم ، لا نرى فيها أثراً من هذه الحقيقة القرآنية ، لا ببيان شارح ولا بسلوك استدلاليّ . ولم نجد ما يكشف عنها غطاءها إلاّ ما ورد في كلام الإمام علي بن أبي طالب عليه خاصّة ، فإنّ كلامه هو الفاتح لبابها والرافع لسترها وحجابها على أهدى سبيل وأوضح طريق من البرهان ، ثمّ ما وقع في كلام الفلاسفة الإسلاميّين بعد الألف من الهجرة ، وقد صرّحوا بأنّهم إنّما استفادوه من كلامه وكلام أهل بيته من بعده عليهم السلام .
187
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 187