نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 18
وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام في قوله : « العلم علمان مطبوع ومسموع ، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع » [1] . والقسمان بأسرهما يمكن تحصيلهما والجمع بينهما ، كما كانا حاصلين للكثير من الأنبياء والأولياء والكمّل - ومع تقديرهما - الأصلح والأنفع منهما لا يكون إلاّ العلم الثاني أي الذي في القلب ، لأنّ العلم الأوّل ليس له نفع ومع أنّه كذلك المضرّة منه متوقّعة ، بل هي واقعة وحاصلة ، وأقلّها الحرمان من حصول المعارف الحقيقيّة والعلوم الإرثيّة التي هي سبب المنفعة دنياً وآخرة . بيان ذلك : أنّ النفع من العلوم - في هذا المكان - هو تحصيل معرفة الله على سبيل اليقين ، ومعرفة الأشياء على ما هي عليه ، التي هي أيضاً من معرفة الله تعالى ، لأنّ من عرف الأشياء على ما هي عليه عرف الله تعالى ، على ما هو عليه ، ومن عرف الله على ما هو عليه عرف الأشياء على ما هي عليه ; لاستحالة انفكاك كلّ واحد منهما عن الآخر ، وكلاهما مستحيل الحصول من العلوم الرسميّة . أمّا الأوّل - أي معرفة الله - : فلأنّهم أقرّوا بعجزهم عن معرفة ذات الحقّ ووجوده ، وقالوا : نحن ما نعرف منه إلاّ أسماءه وصفاته وأفعاله ، والحال أنّ الذي قالوه في هذه المعارف أيضاً - عند التحقيق - لا يشهد إلاّ بجهلهم .
[1] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 1 ، ص 218 ، باب 1 ، ح 44 .
18
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 18