responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 179


والأشياء هو .
فإذن جهلة الصوفيّة عندما نظروا في كلمات العرفاء ووجدوهم يقولون بالوحدة الشخصيّة ، قالوا إذن جميع الأشياء هو الله ، والله هو جميع الأشياء ، مع أنّ الأمر ليس كذلك كما هو صريح كلمات صدر المتألّهين ، فإنّ العرفاء وإن قالوا بالوحدة الشخصيّة للوجود لكنّهم لا يقبلون الاتّحاد ولا الحلول ؛ لبراهين فلسفيّة استدلّوا بها في كلماتهم .
ردّ الشبهة : إنّ الاتّحاد محال عقلاً ، والحلول محال عقلاً ، وإلاّ يلزم أن ينقلب الغني فقيراً وينقلب الفقير غنيّاً .
فإذا قلنا : بأنّ الله هو الأشياء والأشياء هي الله . فإنّ الأشياء فقيرة والله تعالى غنيّ ، إذن يلزم أن ينقلب الفقير غنيّاً والغني فقيراً . وكلاهما محال فيما لو قلنا إنّ هناك اتّحاداً بين الفقير والغني ، وهناك حلولاً بين الغني والفقير ، إذ يلزم أن يكون الفقير والغني كلاهما عين الآخر مع أنّه يستحيل أن يكون الفقر عين الغنى والغنى عين الفقر ، ويستحيل أن يكون الوجدان عين الفقدان والفقدان عين الوجدان ; لأنّ الغنى عين الوجدان ، والفقر عين الفقدان ، ويستحيل أن يكون موجوداً واحداً واجداً لكلّ شيء وفاقداً لكلّ شيء . فهذه الشبهة غير تامّة أيضا .
ممّا تقدّم في الجواب عن الإشكاليّتين الثانية والثالثة تبيّن :
* أنّ الإيمان بالوحدة الشخصيّة لا ينفي وجود الكثرة ، كما توهّمه جمع من المتصوّفة والعرفاء ، حيث ذهبوا إلى أنّ الوجود حقيقة واحدة شخصيّة لا تكثّر فيها ولا تشؤّن لها ، وما يُرى من الممكنات المتكثّرة أمور موهومة باطلة الذوات تتخيّلها الواهمة كثانية ما يراه الأحول .

179

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست