responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 177


والمرتبة الرابعة في التوحيد أن لا يرى في الوجود إلاّ واحداً ، وهو مشاهدة الصدّيقين ، وتسمّيه الصوفيّة الفناء في التوحيد ، لأنّه من حيث لا يرى إلاّ واحداً لا يرى نفسه أيضاً ، بمعنى أنّه فنى عن رؤية نفسه .
فإن قلت : وكيف يتصوّر أن لا يشاهد إلاّ واحداً ، وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة ؟
فاعلم أنّ هذا غاية علوم المكاشفات ، وأنّ الوجود الحقيقي واحد ، وأنّ الكثرة فيه في حقّ من يفرّق نظره ، والموحّد الحقيقي لا يفرّق نظره رؤية السماء والأرض وسائر الموجودات ، بل يرى الكلّ في حكم الشيء الواحد .
نعم ، ذكر ما يكسر سورة الاستبعاد ممكن ، وهو أنّ الشيء قد يكون كثيراً بنوع مشاهدة واعتبار ، ويكون بنوع آخر من المشاهدة والاعتبار واحداً ، كما أنّ الإنسان كثير إذا نظر إلى روحه وجسده وسائر أعضائه ، وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد . إذ نقول : إنّه إنسان واحد ، فهو بالإضافة إلى الإنسانيّة واحد ، وكم من شخص يشاهد إنساناً لا يخطر بباله كثرة أجزائه وأعضائه وتفصيل روحه وجسده ، كذلك كلّ ما في الوجود له اعتبارات - واقعيّة نفس أمريّة - ومشاهدات كثيرة مختلفة ، وهو باعتبار من الاعتبارات واحد ، وباعتبار آخر سواه كثير ، بعضه أشدّ كثرة من بعض .
ومثال الإنسان وإن كان لا يطابق الغرض ; لأنّه محدود ومحاط ، ولأنّ بدنه واحد بالاجتماع لا واحد بالوحدة الحقّة الحقيقيّة ، لكن ينبّه في الجملة على كشف الكنز ، ونستفيد من هذا الكلام ترك الإنكار

177

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست