نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 142
ثمّ ينتقل الآملي إلى تعريف أقسام التوحيد الثلاثة : الفعلي والوصفي والذاتي وبيانها بشكل جليّ فيقول : فالتوحيد الفعلي : عبارة عن إسقاط كلّ فاعل وفعل عن النظر حتّى يصل صاحبه إلى الفاعل الحقيقي الواحد الذي هو مصدر كلّ الأفعال ، ويثبت قدمه العقلي في التوحيد الفعلي . والتوحيد الوصفي : عبارة عن إسقاط كلّ صفة وموصوف عن النظر حتّى يصل صاحبه إلى الموصوف الحقيقي الوحداني الذي هو منشأ كلّ صفة وموصوف ، ويثبت قدمه البصيري في التوحيد الوصفي . والتوحيد الذاتي : عبارة عن إسقاط كلّ ذات ووجود عن النظر حتّى يصل صاحبه إلى الوجود المطلق المحض ، والذات البحت الخاصّ الذي هو موجد كلّ موجود ، منشئ جميع الذوات ، ويثبت بذلك قدمه الشهودي الروحي في التوحيد الوجودي الذاتي ، ويصير به عارفاً كاملاً مكمّلاً محقّقاً ، واصلاً مقام الاستقامة والتمكّن ، الذي لا مقام فوقه ، المعبّر عنه في قولهم : ليس وراء عبّادان قرية » . ثمّ يستشهد على هذا التقسيم للتوحيد بما ورد في دعاء النبيّ صلّى الله عليه وآله المشهور عند الخاصّ والعامّ وهو قوله : « اللّهُمَّ إنّي أعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك » [1] . فالأوّل إشارة إلى التوحيد الفعلي ، والثاني إلى التوحيد الصفاتي ، والثالث إلى التوحيد الذاتي . وكذلك يستشهد بما أشار إليه الشيخ محي الدِّين ابن عربي حول
[1] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 95 ، باب 30 ، ح 1 .
142
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 142