نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 102
وفي هذا الإطار نجد من المناسب أن نذكر حكاية لقاء أبي سعيد أبو الخير مع أبي علي سينا اللّذين يمثِّلان منهجين وطريقين في خطّ التفكير الإسلامي ، والتي وردت في كتاب « أسرار التوحيد » وحاصلها : أنّه في يوم من الأيّام كان الشيخ أبو سعيد في أحد المجالس في نيشابور يخطب ، فخرج عليه من التكية الشيخ ابن سينا ، وعلى الرغم من أنّهما كانا يتكاتبان من قبل إلاّ أنّهما لم يتقابلا ، فعندما دخل عليه ابن سينا التفت نحوه الشيخ أبو سعيد وقال : جاء الحكيم . . . جلس ابن سينا إلى أن أنهى أبو سعيد خطبته ، وانفضّ من بعده المجلس . ثمّ اتّجها نحو البيت . دخل ابن سينا بيته وأغلق من ثمّ الباب واختليا ثلاثة أيّام كاملة لم يحسّ عليهما أحد . . . بعد ثلاثة أيّام غادر ابن سينا البيت ، فسأله تلامذته كيف وجدت الشيخ أبا سعيد ؟ فقال : كلّ ما أعلمه هو يراه ، وسأل تلامذة أبي سعيد أُستاذهم كيف وجدت الشيخ الرئيس ابن سينا ؟ قال : كلّ ما أراه يعلمه [1] . وجاء أنّ ابن سينا أصبح بعد ذلك يخلص للشيخ أبي الخير ; لأنّه رأى منه العديد من الكرامات ، وأصبح يكنّ له احتراماً كبيراً وكتب حول العرفاء في كلّ كتاب ألّفه مثل كتاب « الإشارات » الذي خصّص فيه فصلاً كاملاً في إثبات كرامات الأولياء وحالات المتصوّفة . وقد تكون هذه القصّة خرافيّة ومن صنع الخيال ، إلاّ أنّ المستفاد منها هو مدى ما يمكن تحقيقه من انسجام ووئام بين العارف والفيلسوف .
[1] بن منوّر ، أسرار التوحيد ، تحقيق : أحمد بهمنيار ، ص 159 - 160 ، انتشارات أمير كبير ، طهران ، 1332 1953 م : ص 209 - 211 .
102
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 102