نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 403
وللتأكيد على شرف وقداسة هذا الواجب ، فإنّه ذو فوائد جليّة منها « أنه سيُعينك - وأنت تسلك الطريق إليه - » [1] . وما إغفال هذا الواجب وعدم الاكتراث به إلاّ نتيجة الجهل . لذلك عليك أن « تعلم بأنّ خدع النفس الأمّارة بالسوء وشيطان النفس والمحيط كثيرةٌ ، فما أكثر ما يبتعد الإنسان عن الله باسم الله واسم الخدمة لخلق الله ، ويُساق نحو نفسه وآمالها ; لذا كانت مراقبة النفس ومحاسبتها في تشخيص طريق الأنانيّة عن طريق الله من جملة منازل السالكين ( 1 ) . فإذن العزلة في نظر الإمام قد يكون منشأها الأنانيّة ، وهذا أخطر ما فيها من تداعيات على الإنسان . وأخيراً فإنّ الإمام يخلُص إلى نتيجة يرى أنّه من الواجب أن يعتبرها هديّة يوجّهها كنصيحة لكلّ العارفين والسالكين « لا تتنصّل من مسؤوليتك الإنسانيّة في خدمة الحقّ في صورة خدمة الخلق » ( 2 ) . سادساً : التصدّي للشأن السياسي والاجتماعي من القضايا المتفرّعة عن مسألة موقف الإسلام والمدرسة العرفانيّة - من العزلة والانزواء ، قضيّة التصدّي للشأن السياسي وقضايا الدولة والحكومة وغيرها . ولعلّ هذه القضيّة من الأمور والمميّزات التي اختصّ بها الإمام الخميني كعارف ربّاني استطاع أن يُدخل إلى المنهج أو المسلك العرفاني عملية الانخراط في هذه البيئة واعتبارها من الأمور التي
[1] المظاهر العرفانية ، مصدر سابق : ص 29 . ( 2 ) المصدر نفسه : ص 64 .
403
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 403