responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 402


وإرشادهم وتعليمهم ، وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من الأمور التي يعتبرها البعض أساسا في العرفان ؟
هذه الأسئلة أو الاشتباهات وغيرها أجاب عنها الإمام بمنتهى الوضوح والصراحة ، وأزال الالتباس عنها ، وكشف عن غوامضها .
فرسول الله صلّى الله عليه وآله وصل إلى مرتبة رأى فيها الحقائق بوضوح ودون أيّ حجاب ، وذلك بعروجه وارتقائه قمّة كمال الإنسانيّة ومع ذلك فإنّه « في ذات الوقت كان حاضراً في جميع أبعاد الإنسانية ، ومراحل الوجود ، فمثّل بذلك أسمى مظهر * ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ) * [1] ، كما سعى إلى رفع جميع الناس للوصول إلى تلك المرتبة ، وكان يتحمّل الآلام والمعاناة حينما كان يراهم عاجزين عن بلوغها » [2] .
فالطريق إلى الله لا ينفصل عن واجب كبير أُلقي على كاهل الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وهو واجب الهداية للبشرية ، فكان المقام الذي وصل إليه أسمى وأرقى بسبب هذه الهداية : « إنّ أولئك الذين بلغوا هذا المقام أو ما يماثله ، لا يختارون العزلة عن الخلق أو الانزواء ، فهم مأمورون بإرشاد وهداية الضالّين إلى هذه التجلّيات » ، أمّا غير الأنبياء فإنّهم وإن وصلوا إلى ما وصلوا لكنهم لم يرتقوا إلى هذا المقام لأنّهم لم يقوموا بهذا الواجب العظيم « وإن كانوا قد حازوا مرتبة ومقاماً عظيماً إلاّ أنّهم لم يبلغوا الكمال المطلوب » [3] .



[1] الحديد : 3 .
[2] المظاهر العرفانية ، مصدر سابق : ص 15 .
[3] المصدر نفسه : ص 16 .

402

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست