نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 398
ثانياً : القرآن الكريم المرجع الأساس للعرفان القرآن الكريم بالنسبة إلى الإمام الخميني قدس سرّه « كتاب معرفة الله ومعرفة طريق السلوك إليه تعالى » [1] ، وأمّا من ناحية تضمّنه لحقائق العرفان « فإنّ القرآن الكريم اشتمل على حقائق ومعارف لم تكن معروفة آنذاك في العالم أجمع فضلاً عن المحيط الذي نزل فيه » [2] . ويذهب الإمام إلى ما هو أبعد من ذلك بحيث يعتبر العرفان ومسائله من معجزات القرآن « وإنّ من أعظم وأسمى معاجزه هي هذه المسائل العرفانيّة العظيمة التي لم تكن معروفة لدى فلاسفة اليونان » ( 2 ) . وفي إشارة منه إلى كون العرفان يأخذ منابعه من القرآن وليس من آثار السابقين يقول : « والحال أنّ عرفاء الإسلام العظام إنّما أخذوا ما قالوه منه ، فكلّ شيء أخذوه من الإسلام ومن القرآن . فالمسائل العرفانيّة الموجودة في القرآن الكريم ليست موجودة في أيّ كتاب آخر » ( 2 ) . وهذه المعارف التي تميّز بها القرآن الكريم وانفرد بها انعكست بدورها على شخصيّة الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله حتّى صار ذلك من معجزاته الكبرى « وإنّها لمعجزة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله إذ كان على درجة عالية من المعرفة بالله تعالى بحيث إنّ الباري جلّ وعلا كان يوضح له أسرار الوجود ، وكان هو صلّى الله عليه وآله بدوره يرى الحقائق بوضوح ودون أيّ حجاب ، وذلك بعروجه وارتقائه قمّة كمال الإنسانية وفي ذات الوقت كان حاضراً في جميع أبعاد الإنسانيّة
[1] المظاهر العرفانيّة ، مصدر سابق : ص 14 . [2] المصدر نفسه : ص 15 .
398
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 398