responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 397


وأحطت عقليّاً بجميع السلاسل غير المتناهية فإنك ستدرك الفقر الذاتي والاحتياج في وجودها وكمالها إلى الموجود بذاته والذي تمثّل كمالاته عين ذاته » [1] ، وهذا الفقر والاحتياج هو أمر فطريّ موجود في داخل كلّ فرد ، ويلهج لسانه بذلك دون أيّ تردّد « ولو تمكّنت من مخاطبة سلاسل الموجودات المحتاجة بذاتها خطاباً عقليّاً وسألتها : أيتّها الموجودات الفقيرة ، من يستطيع تأمين احتياجاتكم ؟ فإنّها ستردُّ جميعاً بلسان الفطرة : « إنّنا محتاجون إلى من ليس محتاجاً بوجوده مثلنا إلى الوجود والذي هو كمال الوجود » [2] .
وهذه هي الفطرة التوحيديّة التي خلق الله تعالى الإنسان على أساسها ، لكن الإنسان بطبيعته المتكبّرة والمتجبّرة قد يظنّ في بعض الأحيان - كما لو كثُرت النعم عليه - بأنّه غنيّ غير محتاج ، فيحذّر الإمام من هذا الاعتقاد الفاسد « والمخلوقات الفقيرة بذاتها لن تتبدّل إلى غنيّة بذاتها ، فمثل هذا التبدّل غير ممكن الوقوع ، ولأنّها فقيرة بذاتها ومحتاجة فلن يستطيع سوى الغنيّ بذاته من رفع فقرها واحتياجها » [3] .
ولكي تستغني عن ما سوى الله « ارتبط بالغنيّ المطلق حتّى تستغني عمّن سواه ، واطلب التوفيق منه حتّى يجذبك من نفسك ومن جميع من سواه » [4] .



[1] المظاهر العرفانيّة ، مصدر سابق : ص 12 .
[2] المصدر نفسه : ص 12 .
[3] المصدر نفسه : ص 12 .
[4] المصدر نفسه : ص 13 .

397

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست