نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 375
وقوله : « وتهوين البليّة » أي يهوّن البليّة على نفسه ; لأنّها جاءت بعد أيادي من الحقّ تعالى ، والأيادي هي النِّعم من الله عزّ وجلّ ، وكلّما تذكّر سوالف النِّعم هوّن على نفسه البليّة ، فيقول مثلاً : هذا بذاك ، ولا يدوم ذا ولا ذاك . أو يتذكّر نعَم الله السابقة فيزول من وحشة بلائه ، لأنّه من تذكّر له مع سيّده أوقات ، رجا أن يعود ، فهانَ عليه ما يقاسيه من الوقت من البلاء لاشتغاله عنه بالرجاء . روي أنّه قيل لأيّوب عليه السلام : ادعُ الله يكشف عنك البلاء . فقال : كم أيّام الرّخاء ؟ أهي أكثر أم أيّام البلاء ؟ قيل : بل أيّام الرّخاء . قال : أستحي من الله أن أشكو إليه » . [1] وروى الراوندي في الدعوات عن ابن عبّاس : « إنّ امرأة أيّوب قالت له يوماً : لو دعوت الله أن يشفيك ؟ فقال : ويحكِ كنّا في النعماء سبعين عاماً ، فهلمّ نصبر في الضرّاء مثلها » ( 1 ) . مراتب الصبر قال الأنصاري : « وأضعف الصبر : الصبر لله ، وهو صبر العامّة . وفوقه الصبر بالله ، وهو صبر المريد . وفوقهما الصبر على الله ، وهو صبر السالك » . أمّا الصبر لله ; أي : لأجل ثواب الله ، واختصر اللفظ فقال : « الصبر لله » والمقصود لثواب الله ، وحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه عندهم جائز ، وكذلك الصبر خوف عذاب الله ; أي عن المعصية ،
[1] الراوندي ، الدعوات ، الباب الثالث ، في ذكر المرض ومنافعه : ص 165 .
375
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 375