نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 376
وكلاهما من درجة العامّة ، ولذلك قال : « وهو صبر العامّة » . « وفوقه الصبر بالله » أي بقوّة الله تعالى ، ويعني أنّ حال المريدين يقتضي أن يَروا أنّه لا قوّة لهم على الصبر إلاّ بالله ، وهو شهود لا حول ولا قوّة إلاّ بالله . « وفوقهما الصبر على الله » أي الصبر على أحكام الله ، إذ هم يرون أنّ المتصرّف فيهم هو الحقّ تعالى ، فهم يصبرون عليه راضين بأحكامه مع مكابدة الألم [1] . قال الإمام الخميني قدّس سرّه : « اعلم أنّ هذه المراتب تعود إلى عامّة الناس ومتوسّطيهم ، لكن للصبر مراتب أخرى ترجع إلى أهل السلوك والعرفاء والكمّلين والأولياء . منها : « الصبر في الله » وهو الثبات في المجاهدة ، وترك ما هو متعارف لدى الناس ومألوف عندهم ، بل ترك نفسه في سبيل الحبيب ، وهذا المقام عائد لأهل السلوك . والمرتبة الأخرى : « الصبر مع الله » وهو لأهل الحضور ومشاهدي الجمال حين الخروج من جلباب الإنسانيّة ، والتجرّد عن ملابس الأفعال والصفات ، ولدى تجلّي القلب بتجلّيات الأسماء والصفات ، وتوارد واردات الأنس والهيبة ، وحفظ النفس من التلوّنات والغياب عن مقام الأنس والشهود . والمرتبة الثالثة : « الصبر عن الله » وهو من درجات العشّاق
[1] ينظر فيما يتعلّق بدرجات الصبر ومراتبه ، شرح التلمساني على منازل السائرين : ص 219 - 224 ، وشرح القاساني على منازل السائرين ، مصدر سابق : ص 195 - 203 .
376
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 376