نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 354
فالزهد يوجب ترك المزهود فيه بالكلّية ، وهي الدُّنيا بأسرها مع أسبابها ومقدّماتها وعلائقها ، فيخرج من القلب حبّها ويدخل حبّ الطاعات مكانها . لذا قال الأنصاري في « منازل السائرين » : « الزهد هو إسقاط الرغبة عن الشيء بالكلّية » [1] . فضيلة الزهد وأثره * روي عن أبي ذرّ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال : « من زهد في الدُّنيا أدخل الله الحكمة في قلبه ، فأنطق به لسانه ، وعرّفه دار الدُّنيا ودواءها ، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام » [2] . * وروي عن عائشة أنّها قالت لرسول الله صلّى الله عليه وآله : يا رسول الله ألا تستطعم الله فيطعمك ؟ قالت : وبكيت لما رأيت به من الجوع . فقال : « يا عائشة والذي نفسي بيده لو سألت ربّي أن يجري معي جبال الدُّنيا ذهباً لأجراها حيث شئت من الأرض ، ولكنّي اخترت جوع الدُّنيا على شبعها ، وفقر الدُّنيا على غناها ، وحزن الدُّنيا على فرحها . يا عائشة إنّ الدُّنيا لا تنبغي لمحمّد ولا لآل محمّد . يا عائشة إنّ الله لم يرض لأولي العزم من الرُّسل إلاّ الصبر على مكروه الدّنيا والصبر على محبوبها ، ثمّ لم يرض لي إلاّ أن يكلّفني مثل ما كلّفهم فقال : * ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) * [3] . والله ما لي بدّ
[1] شرح التلمساني على منازل السائرين ، مصدر سابق : ص 139 . [2] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 2 ص 128 . [3] الأحقاف : 35 .
354
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 354