نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 339
تعالى : * ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) * [1] . والحاصل أنّ توبة العبد محفوفة بتوبتين من الربّ تعالى ، حيث إنّه يرجع تعالى إلى العبد بالتوفيق وإفاضة رحمة الهداية وهي التوبة الأولى منه ، فيهتدي العبد إلى الاستغفار وهو توبته ، فيرجع تعالى إليه بقبول توبته وغفران ذنوبه ، وهي التوبة الثانية منه تعالى . وإذا تأمّلت حقّ التأمّل وجدت أنّ التعدّد في توبة الله سبحانه إنّما عرض لها من حيث قياسها إلى توبة العبد ، وإلاّ فهي توبة واحدة ، هي رجوع الله سبحانه إلى عبده بالرحمة . أركان التوبة وشروطها جاء في نهج البلاغة أنّ أمير المؤمنين علي عليه السلام قال لقائل قال بحضرته « أستغفر الله » : « ثكلتك أمّك ، أتدري ما الاستغفار ؟ الاستغفار درجة العلّيين ، وهو اسم واقع على ستّة معان : أوّلها : الندم على ما مضى . والثاني : العزم على ترك العود إليه أبداً . والثالث : أن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم حتّى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة . والرابع : أن تعمد إلى كلّ فريضة عليك ضيّعتها فتؤدّي حقّها . والخامس : أن تعمد إلى اللّحم الذي نبت على السحت فتذيبه