نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 338
المُستَقِيمَ ) * [1] إلى آخر السورة [2] . توبة العبد محفوفة بتوبتين من الله تعالى لمّا كان الإنسان في مسيره الاختياري إلى ربّه فقيراً كلّ الفقر في ذاته ، صفر الكفّ بحسب نفسه كما قال تعالى : * ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) * [3] ، وقال : * ( وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ) * [4] كان محتاجاً في هذا الرجوع ( التوبة ) أيضاً إلى عناية من ربّه بأمره وإعانة منه له في شأنه ، فيحتاج رجوعه إلى ربّه بالعبوديّة والمسكنة إلى رجوع من ربّه إليه بالتوفيق والإعانة ، وهو توبة الله سبحانه لعبده المتقدّمة على توبة العبد إلى ربّه كما قال تعالى : وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) * [5] . وكذلك الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى قبوله بمغفرة الذنوب وتطهيره من القذارات وألوان البُعد ، وهذه هي التوبة الثانية من الله سبحانه المتأخّرة عن توبة العبد إلى ربّه ، كما قال
[1] الفاتحة : 6 . [2] شرح عفيف الدِّين التلمساني على منازل السائرين ، لأبي إسماعيل عبد الله الأنصاري ، انتشارات بيدار ، أعدّه للنشر : عبد الحفيظ منصور ، سنة الطبع : 1413 ه - : ص 61 . [3] فاطر : 15 . [4] الفرقان : 3 . [5] التوبة : 118 .
338
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 338