نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 234
بمراحل ومراتب وراء العقل [1] . العرفان بين الخواصّ والعوامّ يذهب البعض إلى القول بأنّ المعارف والحقائق العرفانيّة ينبغي أن تبقى في الدائرة الخاصّة ، بل إنّنا نجد هذا المعنى واضحاً حتّى في كتابات الإمام الخميني قبل انتصار الثورة الإسلاميّة حيث يؤكّد أنّ هذه المعارف هي لأهلها ولمجموعة خاصّة دون أخرى . فكيف يمكن التوفيق بين تعميم المعرفة العرفانيّة وبين كونها لأهلها الخاصّين ؟ عندما يقول الإمام الخميني بأنّ المعرفة العرفانيّة هي لأهلها الخاصّين فإنّه يعني بذلك ما يخصّ أو ما يرتبط بالمعرفة النظريّة ، لا فيما يرتبط بالسلوك العملي ، ففي رأي الإمام أنّ كلّ إنسان وظيفته أن يبدأ المسيرة إلى الله تعالى ؛ لأنّ هذا الأمر بمتناول الكلّ ، وكلّ إنسان قادر على سلوك طريق العرفان إلى الله تعالى كما ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام حين قال في دعاء أبي حمزة الثمالي : « وأنّ الراحل إليك قريب المسافة إلاّ أن تحجبهم الأعمال دونك » . [2] فعلى الإنسان أن يبدأ المسير ، ولكن بداية المسير تحتاج إلى زاد ، وإلى راحلة ، وهذا الزاد وهذه الراحلة هي المعارف ، وكلّما ازداد الإنسان معرفة ازداد عمقاً في سيره وسلوكه إلى الله سبحانه وتعالى ، إلى أن يصل مرحلة معيّنة تقتضي منه عملاً على مستوى عال من
[1] الكلام - العرفان - الحكمة العمليّة ، مصدر سابق : ص 67 - 68 . [2] القمّي ، الشيخ عبّاس ، مفاتيح الجنان : دعاء أبي حمزة الثمالي .
234
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 234