نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 173
اليقينية لا بدّ وأن تكون مميّزة لليقينيّات عن غيرها كالملكات الحاصلة عقيب استحضار الأبحر الشعرية والنغم الموسيقية ؛ فإنّ بها يتمكّن صاحبها من التمييز بين الموزون وغير الموزون مما يتحيّر فيه أصحاب النظر ، فإذا استحصل السالك المجتهد تلك الملكة ، فلو تحيّر أثناء الطلب والسلوك وتوقّف في بعض المطالب التي لا تحصل له إلاّ بالفكر ، يتمكّن من استخراجه بتلك الملكة الفاضلة ومن توجيه حقّيته للمسترشد الناقد . ولا يخفى أنّ هذا أتمّ في الكمال والتكميل وأكمل مما لم يكن له ذلك » . [1] الإشكاليّة الثانية : الوحدة الشخصيّة ونفي الكثرة من المشكلات النظريّة التي تُثار من خلال الشبهات على مدرسة العرفان النظري تلك الشبهة التي تقول بأنّ القول بالوحدة الشخصيّة للوجود - كما تذهب إلى ذلك المدرسة العرفانيّة - إنّما تعني نفي الموجودات الأخرى . والجواب عن ذلك : إنّ القول بالوحدة الشخصيّة للوجود لا يعني إنكار شيء آخر ، إذ إنّه عند قولنا بأنّ الموجود الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى وما عداه ليس بموجود ، فإنّ هذا لا يعني نفي غيره ، بل معنى ذلك هو أنّ هذا الموجود الحقيقي واحد لا شريك له ، لكن له آيات ومظاهر تشير إلى علمه وقدرته وإرادته وعظمته سبحانه وتعالى ، وإلى جماله وإتقانه وعظيم صنعه ، فهذه الآيات تشير إلى تلك الحقيقة .