نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 144
مشخّصات الرؤية الكونيّة عند العرفاء في بحثنا هنا مطلبان أساسيّان هما : أوّلاً : كيف يتوصّل العارف إلى تحديد الرؤية الكونية ، وما هي طريقته في ذلك ؟ ثانياً : ما هي الرؤية الكونيّة للعارف ؟ فيما يرتبط بالمطلب الأوّل نقول : كما أنّ الفيلسوف يريد أن يفهم العالم ، كذلك العارف أيضاً يريد أن يفهم العالم ، ولكن لكلٍّ منهما طريقته الخاصّة في فهم الله سبحانه وتعالى ، وفي فهم الإنسان وهذا العالم . فالعارف من خلال رؤيته الكونيّة - ونقصد منه العرفان النظري - يهتمّ ويعتني بتفسير الوجود ويبحث في وجود الله والعالم والإنسان ، وهو من هذه الناحية يشبه الفلسفة الإلهيّة التي تُعنى بتفسير الكون وتوضيحه . وكما أنّ للفلسفة الإلهيّة موضوعاً ومبادئ ومسائل تقوم بتعريفها ، فللعرفان أيضاً موضوع ومسائل ومبادئ يقوم بتعريفها ، ولكن الفلسفة في استدلالاتها تعتمد على المبادئ والأصول العقليّة فقط ، بينما يتّخذ العرفان من المبادئ والأصول الكشفيّة أساساً في الاستدلال ، ثمّ عند ذاك يوضحها بلسان العقل .
144
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 144