نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 145
فإذا جئنا إلى الحكيم وإلى الفيلسوف خصوصاً الفيلسوف المشّائي - باعتبار أنّنا نجد في الحكمة المتعالية لصدر المتألّهين رحمه الله قرباً كبيراً من المباني العرفانيّة - الذي يعتمد العقل كأساس لفهم المطالب ، فإنّ الفلسفة المشائية وحتّى الفلسفة عموماً تعتقد أنّ الطريق لفهم الحقّ سبحانه وتعالى ، ولفهم الإنسان ، ولفهم هذا العالم هو العقل ( مروراً بالعقل وانتهاءً بنتائج العقل ) ، ومن هنا فإنّ غرض الفلسفة صيرورة الإنسان عالماً عقليّاً مضاهياً للعالم العيني . ومرادنا من العالَم العقلي هو عالَم الذهن في مقابل عالم الواقع . فالرؤية الفلسفيّة تريد صوراً عن هذا العالم يحصل الإنسان عليها كصور من ذلك الواقع ، ولكنّها لا تريد الانغماس والفناء في هذا العالم ، وإنّما بأن يبقى الواقع واقعاً ويبقى هو هو ، ومن هنا يعبّر الفيلسوف بالعالم العقلي والعالم الذهني ، والعالم الصوري المضاهي للعالم العيني وهكذا . . . فهذه هي الرؤية الفلسفيّة القائمة على أساس الانفصال بين الذهن وبين الواقع الخارجي وفهمه كما هو ، وأداته في ذلك العقل والاستدلال والمنطق ونحو ذلك . أمّا العارف فليس العقل طريقه لفهم الواقع ، وإنّما طريقه هو القلب ، وثانياً ليس هدفه هو أن يأخذ صورة من الواقع بل هدفه أن يذوق الواقع ، وأن يشاهد الواقع على ما هو عليه ; فمثلاً أنت مرّة تحصل لديك صورة عن النار ، ومرّة أنت تحترق بالنار ، ومرّة تحصل لديك صورة عن الحلاوة فتقول الشيء الكذائي حلو ، ومرّة تذوق الحلاوة فتفهم حقيقة الحلاوة لا صورة عن الحلاوة .
145
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 145