نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 137
محتوى الرؤية الكونيّة للعرفان أشرنا في البحوث المتقدّمة إلى أنّ العرفان ينطوي على رؤية كونيّة في مقابل الرؤى الأخرى التي تنطلق إلى الكون سواء كانت من الفلاسفة أو من المتكلِّمين أو من أيّ اتّجاه معرفي آخر . وأنّ المقصود من الرؤية الكونيّة العرفانيّة هو ذلك التفسير للعالم والوجود المبنيّ على أساس هذه المعرفة القلبيّة ولا يعتمد إطلاقاً على الاستدلالات العقليّة ولا التجريبيّة . وأمّا المواضيع التي تطرح للبحث في الرؤية الكونيّة فهي متفاوتة من حيث التقدّم والتأخّر ومن جهة كونها جذريّة وفرعيّة ، ومن الطبيعي أن تكون للمواضيع الأساسيّة أولويّة خاصّة [1] . وذكرنا بأنّه توجد في العرفان مسألتان أساسيّتان تشكّلان العمود الفقري للعرفان النظري هما مسألة ما هو التوحيد ؟ ومن هو الموحِّد ؟ والعلاقة القائمة بينهما ، ومن هنا تجد العرفاء يؤكّدون هذه النقطة ، وهي أنّ رؤيتهم الكونيّة تنطلق لمعرفة ما هو التوحيد ، ولمعرفة الإنسان الذي هو الموحِّد ، أو بتعبيرهم القطب الأعظم أو الإنسان الكامل . فالتوحيد في نظر العارف يعتبر القمّة المنيعة للإنسانيّة ، وهو الغاية القصوى لسير العارف وسلوكه ، وهذا التوحيد يبعد عن توحيد العوام ،
[1] محاضرات في الآيديولوجيّة المقارنة ، مصدر سابق : ص 14 .
137
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 137